ان التفكير لا ياتى فجاة دون مقدمات فعلينا ان ندرك ان التفكير يزرع وينمى ويربي ويعلم ولا بد من رعاية الفرد المتعلم واكسابه المعارف والمعلومات والمهارات والعادات التى تشكل لديه الخلفية العلمية اللازمة التى تتفاعل مع ذاته وتقوده الى البحث عن معلومات اخرى ابعد واعمق مستخدما خبراته ومهاراته متفاعلا مع بيئته بكل ما فيها من متغيرات ومعطيات وانشطة وظاهرات مولدا منها معرفة جديدة تظهر باشكال متنوعة.
ومن هذا المنطلق كانت ضرورة تنمية مهارات التفكير عامة ، ومهارات التفكير العلمي بشكل خاص لدي الطفل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ضرورة التأكيد على استخدام انواع من الأنشطة التى تزيد من دافعية الطفل للإقبال على التفاعل معها كونها تراعي روح الطفولة وخصائصها والتى كان منها النشاط التمثيلي ولعب الادوار.
خاصة وان ذلك الاتجاه يتلاءم مع يتسم به طفل مرحلة الروضة من خصائص نمائية عقلية حيث نجده يتمتع بخصائص تميزه وله قدرته الخاصة على الخلق والابداع. كما يتميز بانه كائن يولد مكتشفا .. فيعمل بنشاط ذاتى ودافعية ذاتيه . وعليه يمكن تسريع النمو المعرفى ، وهذا يرتبط بالمنبهات والمواقف البيئية ، والاعتماد عليها فى التعلم ، وكذلك على الخبرات الموجهة كمدخل لتنمية وتطوير الناحية المعرفية وبشكل خاص التفكير لدى الفرد وخاصة التفكير العلمى .
وفى إشارة الى مفهوم التفكير العلمي فهو ذلك الشكل من التفكير الذي يمارس عند محاولة بيان العلل والأسباب التى تكمن وراء الأشياء ، ومحاولة معرفة نتائج الأعمال لكنه أكثر من مجرد تحديد الأسباب والنتائج . وهو يتضمن عدة مهارات تميزه،وفى تحقق كل مهارة منها فعلى الطفل ان يتبع عدة خطوات منهجية منظمة وهى ( الشعور بالمشكلة - تحديد المشكلة - جمع المعلومات حولها - وضع الفروض المناسبة - اختيار صحة الفروض - التوصل الى النتائج وتعميمها )
ومع تعدد الطرق التى يمكن من خلالها تنمية تلك المهارات ، فقد وجدت الباحثة من جملة هذه الطرق التى تتناسب وخصائص طفل الروضة عامة وما يميز لعبه خاصة من ميله الى اللعب الايهامى والرمزي والاندماج بالأدوار كان استخدامها للعب التمثيلي ولعب الادوار لمحاولة تنمية - بعض - مهارات التفكير العلمي لديه .
مشكلة الدراسة :
جاءت مشكلة الدراسة من خلال القراءات والأدبيات النظرية من ناحية وبشكل رئيسي من خلال ملاحظات الباحثة ، وقد تحددت مشكلة الدراسة فى جملة التساؤلات التالية :
- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أقراد المجموعة التجريبية فى القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التفكير العلمي؟
- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أفراد المجموعة التجريبية فى القياسين البعدي والتتبعي على مقياس مهارات التفكير العلمي؟
- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين درجات أفراد المجموعة التجريبية فى الجنسين ( ذكور / اناث ) فى القياسين القبلي والبعدي وعلى مقياس مهارات التفكير العلمي ؟
فروض الدراسة ، وقد تضمنت فروض الدراسة ما يلي :
- يوجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات افراد المجموعة التجريبية فى القياسين القبلي والبعدي على ابعاد مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية لصالح القياس البعدي.
- يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطي درجات افراد المجموعة التجريبية فى القياسين البعدي والتتبعي على ابعاد مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية لصالح القياس التتبعي.
- يوجد فرق دال احصائيا بين متوسطي درجات افراد المجموعة التجريبية ( ذكور / اناث ) فى القياس البعدي على ابعاد مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية لصالح الذكور.
إجراءات الدراسة :افقد اتبعت الباحثة عددا من الاجراءات المنهجية والتى كانت كما يلي :
- فقد كانت عينة الدراسة من أطفال مرحلة رياض الأطفال ( 4-7 ) سنوات، كان عددهم هو (10) أطفال ، (5) من الذكور ، (5) من الإناث راعت في اختيارهم اتخاذ الإجراءات المنهجية.
- كما استخدمت المنهج شبه التجريبي الذي يعتمد على تصميم المجموعة التجريبية الواحدة ، حيث تم تطبيق المقياس المستخدم بالدراسة ( قبليا - بعديا فيما بعد فترة المتابعة ) على عينة تجريبية واحدة ، وعليه اجراء المقارنات الإحصائية على تلك التطبيقات ومن ثم تفسير النتائج.
- كذلك استعانت الدراسة بالأدوات التى تم عليها الدراسة الاستطلاعية ، واتخاذ اجراءات الضبط الاجرائي ، وقد شملت هذه الادوات : مقياس مهارات التفكير العلمي المصور اللفظي اعداد / الباحثة ، - وبرنامج الدراسة الذى اعتمد على استخدام كلا من النشاط التمثيلي ولعب الادوار.
وللوصول الى النتائج والتحقق من فروض الدراسة فقد استخدمت الباحثة اختبار ويلكوكسون ( Wilcoxon test ) كاسلوب احصائي للدراسة .
وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج فى علاقتها بفروض الدراسة ، وذلك على النحو التالى:
- وجود فرق دال إحصائيا عند مستوي ( 0.01 ) بين متوسطي درجات التطبيق القبلي والبعدي فى مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية وذلك لصالح التطبيق البعدي. وهذا مما يعد مؤشرا على فعالية البرنامج المستخدم لتحسين مهارات التفكير العلمي ، وهذا بدوره يعنى تحقق الفرض الاول من فروض الدراسة.
- لا يوجد فرق دال احصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية فى القياس البعدي والتتبعي فى مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية .وهذا مما يعد مؤشرا على استمرار فعالية البرنامج المستخدم بالدراسة لتحسين مهارات التفكير العلمي وهذا بدوره يعنى تحقق الفرض الثانى من فروض الدراسة .
- عدم وجود فرق دال إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية من الذكور والإناث فى القياس البعدي على مهارات التفكير العلمي والدرجة الكلية مما يعنى عدم تحقق الفرض الثالث من فروض الدراسة.وقد قامت الباحثة بمناقشة وتفسير النتائج فى علاقتها بكل من متغيرات الدراسة وتأثير كل من خصائص المرحلة العمرية للأطفال ، وكذلك وبشكل رئيسي أهمية وتأثير برنامج الدراسة ومدي ملائمته مع خصائص طفل الروضة ، ومع تناول التراث النظري للدراسة ، وما جاءت به من نتائج فقد عملت الباحثة على التوصية بضرورة إعداد المعلمات المؤهلات من الناحية العلمية كي يدركن أهمية تنمية الأطفال وخاصة بما يتناسب مع ما يفرضه العصر الحديث من مبادئ العلم وأهميته وكذلك ضرورة العمل على الاستفادة الجادة من الأنشطة المحببة الى طفل الروضة من ناحية ، وتناسب خصائصه من ناحية اخرى لتنميته فى كافة الجوانب ( عقليا - انفعاليا - جسميا ... الخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|