إن الكمالية ونمو الذات ترجع أصولهما إلى مرحلة النمو الباكر والسبل التي يتم بها تكوين الحاجات النرجسية والكمالية لدى الأطفال يتم التوصل إليها بواسطة الدور الحرج الذي يلعبه الوالدان في مدى تماسك نمو الذات لدى الطفل، وفى إدارة ونمو تقدير الذات، فالنرجسية الإيجابية (الصحية) تمثل الذات المتماسكة التي تنبثق كنتيجة لما يعتقد أنه جيد بصورة كافية، وهى استجابة والدية لمطابقة الأطفال للحاجات المثالية، مما يتمخض عنه حاجة الأطفال لأن يحصلوا علي الاستحسان من الآخرين نتيجة نشاطهم وحيويتهم وعظمتهم وشهرتهم وكمالهم من خلال تصورات الوالدين : "أنا كامل" يجب دائماً أن ُتعجب بي، والأطفال أيضاً في حاجة للحصول على تعليقات الوالدين كمظاهر رائعة وقوية : "أنت كامل" وأنا جزء منك، إلا أن المقاطعات الخفيفة للإعجاب والمثالية هي جوانب هامة لنمو الذات الصحية، وعندما يتم التوصل إلى الحاجات الطموحة جداً بصورة كافية فإن الطفل ومن بعد ذلك الراشد ينمى التوكيدية والتعبير الصحي للطموحات العالية، فالتوصل إلى الحاجات المثالية يتمخض عنه الإعجاب الواقعي والإحساس الحقيقي بتحقيق المثاليات والأهداف، وهذا يساعد في ضمان نتائج التوافق اللاحق عندما يجابه الطفل أو الكبير خبرات التحدي أو خيبة الأمل.
تتمثل الأهمية التطبيقية في
أنها يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في معرفة المظاهر والخصائص المتعلقة بكل من النرجسية والنزعة الكمالية لدى المتفوقين عقلياً في استخدام برامج وأساليب إرشادية وعلاجية لخفض حدتها، والوقوف على مظاهرها السوية وتنميتها واستثمارها.
قد أشارت النتائج إلى أنه توجد علاقة موجبة بين النرجسية (الخفية) والنزعة الكمالية اللاسوية، آي أنه كلما زادت النرجسية خاصة الخفية أو اللاسوية كلما زادت النزعة الكمالية اللاسوية والعكس صحيح، كما توصلت النتائج إلى أن الإناث المتفوقات عقلياً كن أكثر من الذكور المتفوقين عقلياً على كلا المقياسين سواء النرجسية أو النزعة الكمالية اللاسوية، وهذه طبيعة معظم البلاد العربية حيث يُفضل الذكر على الأنثي حتى لو كان أقل منها في أشياء كثيرة، مما جعلها تتفانى في إثبات تفوقها وتميزها عنه ولا ترضى بأي مستوى من الأداء إلا ما وضعته هي لنفسها والذي في معظم الأحيان لا ترضى عنه أيضاً عما تكون ثقتها بنفسها مهتزه
|