تتبلور أهمية هذا البحث في أنه في ظل الإمكانات السياحية الهائلة التي منّ الله بها على مصر، تبدو الحاجة الملحة لتنمية القطاع السياحي لتعظيم دوره الإنمائي في كافة المجالات في الاقتصاد المصري، سواء في تعزيز القدرة الاستيرادية لمواجهة احتياجات التمويل المنتظم لبرامج الإنماء الاقتصادي أم في التأثير المضاعف للإنفاق السياحي على الدخل القومي أم في إيجاد مزيد من فرص التوظف. وإزاء ذلك كان من الضروري توجيه المزيد من الاستثمار إلى هذا القطاع سواء تم ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر.
ويستهدف هذا البحث في الأساس التوصل إلى إطار شامل وملائم من الإجراءات والسياسات- وذلك عبر مجموعة من المحاور- لتنمية القطاع السياحي في مصر لتدعيم دوره في مسيرة الإنماء الاقتصادي والاجتماعي بها.
وتأسيسا على ما تقدم جاء هذا البحث في أربعة أجزاء رئيسية- فضلاً عن مقدمة وخاتمة- تمثلت باختصار فيما يلي:
1- أهم ملامح تطور الحركة السياحية في مصر.
2- تحليل مدى مساهمة قطاع السياحة في تنمية الاقتصاد القومي.
3- المظاهر الأساسية في الاستثمارات الموجهة إلى قطاع السياحة.
4- نحو إطار ملائم لتدعيم الدور الإنمائي للنشاط السياحي في مصر.
وقد انتهى البحث إلى جملة من النتائج كان من أهمها أن مصر لا تحظى سوى بنصيب متواضع من السياحة العالمية على الرغم من تمتعها بإمكانات سياحية عديدة ومميزة. أضف إلى ذلك أنه على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة منذ منتصف الثمانينات بهدف النهوض بقطاع السياحة بيد أن تذبذباً وعدم استقرار اتصف به تطور عدد السائحين القادمين إلى مصر وكذلك تطور عدد الليالي السياحية، الأمر الذي انعكس في حالة من عدم الاستقرار -غلبت عليه صفة التراجع- في متوسط فترة الإقامة التي يقضيها السائح في مصر. وفضلا عما تقدم فقد انتهى البحث إلى أن ثمة تدني واضح لمساهمة قطاع السياحة في تنمية الاقتصاد القومي سواء من ناحية المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي أم في توفير موارد النقد الأجنبي وعلاج العجز في ميزان المدفوعات أم بالنسبة لتوفير فرص التوظف. ومن ثم تقصى البحث الأسباب التي كانت وراء كل ذلك وذكر جملة منها مدللة على مدى دور كل منها في ذلك الواقع المتدني للنشاط السياحي.
وأخيراً عرض البحث مجموعة من المحاور باعتبارها يمكن أن تكون إطاراً في سبيل تدعيم الدور الإنمائي للنشاط السياحي في مصر. تمثلت هذه المحاور في:
• المحور الأول: تنويع المنتج السياحي المصري.
• المحور الثاني: رفع كفاءة نشاط التسويق السياحي المصري في الخارج.
• المحور الثالث: تنمية القطاعات الإنتاجية المحلية ذات الارتباط بالنشاط السياحي.
• المحور الرابع: العمل على رفع كفاءة -إضافة إلى زيادة- الاستثمارات الموجهة إلى مجالات النشاط السياحي المختلفة.
|
