تعددت وسائل الإعلام وتنوعت، وبقيت الصحافة محتفظة بمكانتها المرموقة بين تلك الوسائل، وقد يرجع ذلك إلى ما تقوم به من أدوار، وما تضطلع به من مسؤوليات تجاه المجتمع الذى تصدر فيه؛ حيث تكتسب الصحافة أهمية خاصة تنبع من كونها مهنة تحمل طابعاً اجتماعياً وثقافياً؛ كما تمتلك قدرة كامنة على التأثير فى الأفكار والآراء؛ فالصحافة لا تزودنا فقط بالمعلومات والقضايا والأحداث التى تجرى من حولنا محلياً وإقليمياً ودولياً، بل تزودنا كذلك بمنظور معين وإطار محدد لتلقى هذه الأحداث وهذه القضايا وتفسيرها وتحليلها وفهمها، وهو ما جعلها تثير جدلاً واسعاً حول سياستها وأدوارها ووظائفها وأخلاقياتها، ومدى ما تتمتع به من حريات، وتأثير ذلك على أداءها ومكانتها داخل المجتمع.
وفى إطار ما سبق تأتى هذه الدراسة للتعرف على السياسات الإعلامية وعلاقتها بالأداء المهنى للصحافة الحزبية فى مصر خلال الفترة من 1977 إلى 2011 م، من خلال دراسة السياسات والقوانين والتشريعات الناظمة للعمل الصحفى، وأخلاقيات ومواثيق الشرف الصحفى، والنظم الثقافية والاجتماعية، حيث تؤثر تلك العوامل وهذه الضغوط على الأداء المهنى للصحفيين، فى محاولة لتفسير كيفية تأثر ممارستهم الصحفية بالعوامل المحيطة بهم.
|