البحث الثانى :
الجراحة الارتجاعية لتوسيع الكيس الدمعى من الأنف بواسطة منظار الأنف مصحوبا باستعمال مادة الميتوميسين سى أثناء الجراحة.
Revision Endonasal Endoscopic Dacrocystorhinostomy (REEDCR) with adjunctive intraoperative Mitomycin -C application.
بحث منفرد - منشور بمجلة كلية طب طنطا عدد 35 أكتوبر2007 . (بحث أساسى) .
ملخص البحث :
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد مدى كفاءة مادة الميتوميسين- سى فى الجراحة الارتجاعية لعمل فتحة توصيل للكيس الدمعى بالأنف (DCR) باستعمال المنظار الضوئى.
لقد اشتملت الدراسة على 36 مريضا من مرضى ارتجاع انسداد الكيس الدمعى بلغ إجمالى العمليات الجراحية 44 جراحة لعمل فتحة بالكيس الدمعى موصلة بالأنف بواسطة منظار الأنف . وقد تم تقسيم الجراحات الأربعة والأربعين إلى مجموعتين متساويتين . المجموعة الأولى (مجموعة الجراحة التقليدية) وقد أجريت لهم الجراحة بالمنظار عن طريق الأنف بدون استعمال مادة ميتوميسين- سى والمجموعة الثانية (مجموعة الميتوميسين- سى) استعمل لها مادة الميتوميسين – سى أثناء الجراحة. وقد كانت نسبة الذكور إلى الإناث فى المجموعة الأولى 11:7 ومتوسط العمر 36 عامًا (25و56 عام) بينما فى المجموعة الثانية نسبة الذكور إلى الإناث 5:4 ومتوسط العمر 37 عامًا (23 - 58).
وقد أجريت الخطوات الجراحية بشكل متطابق فى كلتا المجموعتين حيث تم إزالة النسيج المتليف وكذلك الندبات تحت الغشاء المخاطى وحول الكيس الدمعى نتيجة الجراحة السابقة كى نتمكن من فتح الكيس الدمعى عن طريق الأنف. وفى الخطوة التالية تم عمل فتحة للكيس الدمعى من الأنف بقطر لا يقل عن 20 ملليمتر مع وضع أنبوبة رفيعة من السليكون تشكل حرف U من خلال فتحة قناة مجرى الدمع بالجفنين العلوى والسفلى. وفى المجموعة الثانية تم وضع قطعة صغيرة من القطن مشبعة بمحلول الميتوميسين –سى بتركيز 0.5 ملليجرام لكل ملليتر ولمدة خمس دقائق على موضع الفتحة بالكيس الدمعى من الأنف. وقد أزيلت أنبوبة السليكون من جميع المرضى بعد مرور ستة أشهر على إجراء الجراحة .
تم تقييم نتائج الجراحة بطريقة ذاتية بواسطة المريض وطريقة الملاحظة الموضوعية بواسطة الطبيب.
وقد اعتمد التقييم الذاتى على مدى شعور المريض بالإدماع. أما التقييم عن طريق الملاحظة الموضوعية فيعتمد على تقييم النتائج االوظيفية والتشريحية وتشمل؛ اختبار حقن المحلول الأنفى بالقناة الدمعية ومروره إلى الأنف دون ارتجاع واختبار مرور صبغة الفلوريسين من العين إلى الأنف أثناء الفحص بمنظار الأنف و كذلك فحص موضع فتحة الكيس الدمعى بالمنظار( فحص قطر فتحة الكيس الدمعى ووجود أى تغير تشريحى أو مرضى حولها). وقد تم اعتبار الجراحة ناجحة فى حالة اختفاء إحساس المريض بالإدماع أو انخفاض الإدماع إلى درجة غير ملحوظة مع مرور المحلول الملحى إلى الأنف بدون ارتجاع من فتحة القناة الدمعية إلى العين.
ولقد أظهرت النتائج فى المجموعة الثانية ( مجموعة الميتوميسين) اختفاء ظاهرة الإدماع فى 86 %من الأعين التى أجريت لها الجراحة (19/22) مقارنة ب 77% (17/22) فى المجموعة الأولى. وقد كان هذا التحسن الملموس إحصائيا فى المجموعة الثانية مصحوبًا بتحسن اختبار مرور المحلول الملحى بشكل إيجابى بنسبة 86 % ومرور صبغة الفلوريسين إيجابيًا بنسبة 82 % من المرضى مقارنة بمرضى المجموعة الأولى( 77 % لمرور المحلول الملحى و 73 % لمرور صبغة الفلوريسين).و عندما تم فحص الحالات التى لم تنجح فيها الجراحة بمنظار الأنف وجد حول فتحة الكيس الدمعى ندبات متليفة فى ثلاث حالات (13 %) و نسيج حبيبى فى حالتين (9 %) فى المجموعة الأولى. وفى المجموعة الثانية وجدت ندبات متليفة فى حالتين (9 %) بينما لم يوجد أى نسيج حبيبى.
كما تبين انخفاض متوسط قطر فتحة الكيس الدمعى بالأنف من 14 ملليمتر فى الأسبوع الأول بعد الجراحة إلى 10.3 ملليمتر فى الشهر الثالث و 8.2 ملليمتر فى الشهر السادس إلى 5.7 ملليمتر فى الشهر التاسع وقد كان معدل التغير فى المجموعة الثانية أقل بدرجة ملموسة إحصائيًا عن معدل التغير فى المجموعة الأولى. بنهاية فترة المتابعة تبين أن متوسط قطر فتحة الكيس الدمعى فى المجموعة الثانية والبالغ 5.7 ملليمتر أكبر بدرجة ملحوظة إحصائيًا من متوسط القطر فى المجموعة الأولى(3.6 ملليمتر).
وتخلص الدراسة إلى أن استعمال مادة الميتوميسين- سى موضعيًا المصاحب لجراحة فتح الكيس الدمعى من الأنف باستعمال المنظار, فى حالات ارتجاع انسداد الكيس الدمعى, تزيد من معدل نجاح العملية. وقد يكون ذلك راجعًا لتثبيط الميتوميسين- سى لتكوين الأنسجة الليفية ومنع تكوين النسيج الحبيبى حول فتحة الكيس الدمعى مما يمنع زيادة انكماش قطر الفتحة. وفى نهاية البحث فأننا ننصح بعمل دراسة موسعة باستعمال تركيزات مختلفة من مادة الميتوميسين – سى ولمدد زمنية متدرجة الارتفاع مع فترة أطول من المتابعة كى يمكن الوصول إلى أفضل تركيز وأنسب فترة تعرض.
|