يعتبر التطور من أهم السمات المميزة لعصرنا الحالى المسمى بعصر التكنولوجيا أو عصر النهضة ، فقد ظهر ذلك فى كافة مجالات الحياة وفى كافة مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية والبيولوجية ونظراً لهذا التطور الهائل والمستمر فى مجال العلم والتكنولوجيا وتوالى الاكتشافات وسرعة مواكبة هذا التقدم الذى له تأثيره المباشر فى تغيير طبيعة الحياة فى كثير من المجتمعات مما جعلها تختلف اختلافاً جوهرياً عما كان متعارف عليه سابقاً .
ويعتبر التطور أيضاً من السمات المميزة للدول المتقدمة عن غيرها من الدول غير المتقدمة.
ولقد حظيت العلوم التربوية بنصيب كبير من هذا التطور العلمى فى كثير من الجوانب كتطوير المنهاج والمقررات الدراسية وطرق التدريس وإعداد المعلمين ونظم التوجيه الفنى
و لمختلف الجوانب المرتبطة بالعملية التربوية .
ولقد حرص خبراء التربية الرياضية فى كثير من دول العالم على تطوير وتحديث منهاج التربية الرياضية المدرسية والجامعية بما يتمشى مع التطورات والتغيرات السريعة فى كافة مجالات الحياة التى تحيط بالفرد الذى يعيش حياته فى مجتمع هو جزء أساسى من مكوناته ومقوماته .
ولإجراء أى تطوير يجب أن يسبقه عدة دراسات من أجل التعرف على الإيجابيات والسلبيات القائمة بالفعل حتى يمكننا تقويم ما هو قائم قبل عملية التطوير وكذلك فإن أى منهاج دراسى للتربية الرياضية المدرسية أو الجامعية أو بالكليات المتخصصة يتطلب تقويماً مستمراً للتعرف على مدى تحقيق الأهداف الموضوعة والكشف عن نقاط القوه والضعف فى هذا المنهاج لتدعيم القوى منه وتقويم الضعيف لما يجب أن يكون عليه ،
فالتقويم عمليه من أجل التحديد الدقيق للنقاط التي يجب أن يشملها التطوير ووضع أساس لتحديد محتوى المنهاج المراد تطويره ، فكلما كانت عمليه التقويم للمنهاج مستمرة كلما ساعد ذلك على تطوير هذه المناهج والارتقاء بمستوى الأفراد المطبقة عليهم المنهاج .
ولأن التربية الرياضية لها مناهجها الخاصة و طرق تقويمها فأنه يجب أن تحظى هذه المناهج و المقررات بالبحث و التقويم حتى يمكن التطوير لتحقيق أهدافها المنشودة .
ولقد لاحظ الباحث أن منهاج التمرينات والجمباز وضع فى موضع التطبيق فى كليات التربية الرياضية ومازال دون أن يخضع إلى مراحل التقويم خلال الحقبة الزمنية التى طبق خلالها ولذلك وجد الباحث إنه يجب أن يخضع منهاج التمرينات والجمباز للتقويم من أجل تحسين وتطوير العملية التعليمية لمادة التمرينات والجمباز والوصول إلى تحقيق الهدف منها باعتبار التقويم أداة من أدوات تطوير المنهاج كما سوف يقوم الباحث بوضع برنامج مقترح للتمرينات والجمباز يتمشى مع عملية التطوير التى يجب أن تتناسب مع تطورات التمرينات والجمباز على المستوى الدولى والعالمى وبما يتناسب مع تطورات المجتمع واحتياجاتها وبما يتناسب مع التغيرات التى طرأت على نظام التدريس من زيادة فى عدد الطلاب الملتحقين بالكلية وأيضاً مع الإمكانيات المتاحة.
1 / 2 مشكلة البحث وأهميته :
أن الفكر التربوى الذى تؤمن به أجهزة التربية والتعليم فى بلادنا أو حتى فى أى بلد أخر هو محصلة لمتغيرات محليه وعالميه وهى لا تتميز بالثبات والجمود ولكنها متحركة ودائمة التغير .
ولأن الفكر التربوى السائد ليس وليد الصدفة أو العشوائية ولكنه وليد خلفيات تاريخية وجغرافية وفلسفيه وسيكولوجية وعلميه وعالميه وهذه الخلفيات تستوجب إعادة النظر فى المناهج المدرسية من اجل التطوير بل والمزيد من التطوير .
والتطوير لا يكون غاية بذاته و إنما يكون تطوير من أجل الأفضل ولأن هناك علاقة قويه بين المناهج المدرسية والفكر التربوى السائد فإنه من الأهمية بمكان أن تستجيب المناهج لكل تطوير يعترى الفكر التربوى الذى تستند إليه المناهج الدراسية .
( 6 : 43 – 45 )
وحيث أن للمتعلم أثراً كبيراً على جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية والدينية وما إلى ذلك من جوانب الحياة فأن تطور المنهاج لا يتوقف تأثيره على التلميذ والمدرسة فحسب و إنما يمتد للمجتمع كله ومن هنا يكون تطوير المناهج هو المفتاح إلى التطوير فى كافة المجالات . ( 63 : 15)
|
