جامعة عين شمس
المؤتمر الدولى العلمى الثانى للهندسة المعمارية والتخطيط العمرانى
ملخص البحث:
إن المنظومة العمرانية الشاملة هي تفاعل عناصر البيئة مع العمارة و العمران و البعد الحضاري. لذا تحرص كثير من المدن المتقدمة عمرانيا على إضافة عناصر ذات قيمة حضارية و جمالية لشوارعها وميادينها ،حيث تضفي هذه العناصر بعدا جديدا على المكان و تجعل منه منارة حضارية و عامل جذب سياحي وعمراني, وأكبر مثال على ذلك مدينة روما, حيث تزخر شوارعها و ميادينها بالعديد من التماثيل و المسلات المصرية, كذلك مدن القاهرة و باريس و اسطنبول و برلين رغم أن هذه المدن لها تاريخها و حضارتها, و كذلك المدن الحديثة مثل نيويورك و فرانكفورت. فمدينة روما وحدها تحتوي على احدى عشرة مسلة مصرية وضعت في أنحاء المدينة, منها ما هو شامخ و ظاهر, و يعد علامة مميزة للمكان, و منها ما أضيف إليه ما يقلل من قيمته و يمحو تاريخه, ففي القاهرة تعرض تمثال رمسيس الثاني الذي ظل في ميدان المحطة أكثر من واحد و خمسين عاما يعاني من التلوث و التدهور, وفي المرحلة الأخيرة فقد شموخه و قيمته بالملوثات البصرية المعمارية والعمرانية من منشاّت و كباري و أنفاق والملوثات البيئية بسبب الإختناق المروري جعلته الحاضر الغائب في الميدان, وفي نيويورك هناك مسلة مصرية موضوعة بجوار مبنى متحف المتروبوليتان لا يراها و لا يستمتع بعبقها إلا القليل من زوار المنطقة, حيث تختفي خلف غابة من الأشجار.
من هنا نجد أن المشكلة هي تعرض هذه العناصر الأثرية لكثير من مخاطر من تلوث و تدهور و تشويه و طمس لمعالمها الأثرية يقلل من قيمتها. كما أن هناك رؤية أثرية تؤكد ضرورة عودة هذه العناصر لمواقعها الأثرية الأصلية أو إلى داخل المتاحف المتخصصة. لذا يهدف هذا البحث إلى وضع رؤية مستقبلية وأسس حاكمة لعملية استخدام العناصر الأثرية كعناصر جمالية في ميادين و شوارع المدن وعلاقة هذه العناصر بتاريخ هذه المدن في إطار الفكر الأثري من محاور الحفاظ و التنمية الأثرية و السياحية. يستخدم البحث المنهاج التحليلي و التحليلي المقارن لدراسة التجارب السابقة في هذا الشأن للوصول إلى ما يهدف إليه البحث.
الكلمات المفتاحية : المقتنيات الأثرية – المحيطات – الرؤية- الصورة الذهنية – الإضافات . |