تعتبر الطفولة من أهم المراحل التى يمر بها الإنسان فى حياته، ففيها تشتد قابلية الطفل للتأثر بالعوامل المختلفة التى تحيط به، ومرحلة الطفولة أكثر من أية مرحلة عمرية أخرى حيث يتعرض فيها الطفل لعمليات من التوازن واختلال التوزان، والتى تؤثر على جوانب شخصيته وتظهر فيها أشكال من السلوك السوى أو السلوك الدال على نقص التوافق والتى قد يبقى أثرها فيه طيلة حياته وفى هذا الصدد يواجه بعض الآباء فى الأسرة أطفالاً ذوى اضطرابات جسمية أو عقلية أو نفسية، وهؤلاء الأطفال يختلفون عن الأطفال العاديين، فقد لوحظ على بعض الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة أنهم يعانون من اضطرابات حادة فى التعبير عن انفعالاتهم وغير قادرين على التفاعل الاجتماعى ولديهم أنماط سلوكية نمطية بالإضافة إلى الضعف العقلى.
وقد تم التعرف على هذه الحالات وسمى هذا الاضطراب لدى الأطفال بأنه الانطواء على الذات (التوحد) Autism وأول من كتب عن هذا الاضطراب الطبيب النفسى كانر Kanner (1943) وأشار إلى أن هذا الاضطراب له زملة أعراض كلينكية مميزة وعزا سببه إلى الناحية البيولوجية، ويظهر لدى الذكور أكثر من الإناث (Baron – Cohen , 1991:335) . وأكد ذلك أيضاً أسبرجر Asperger (1944) حيث حدد لاضطراب "التوحد" زملة أعراض سميت باسمه Asperger Syndrome وأنه يظهر فى مرحلة الطفولة المبكرة، وعزا سبب المرض إلى الناحية البيولوجية وكان يصنف هؤلاء الأطفال مع فئة المتخلفين عقلياً (Barber, 1996: 19)،و متلازمة ريت Rett Syndrome مرض وراثي نادر متلازمة ريت وهى احدى اضطرابات النمو الشاملة ، والتي تعتبر من أشد إعاقات تلك المجموعة يسبب مشاكل في النمو والجهاز العصبي، وخاصة عند البنات، وهو يتعلق باضطراب التوحد، يبدو الأطفال الصغار ذوي متلازمة ريت في حالة نمو وتطور طبيعيين في بداية الأمر؛ ولكنهم يتوقَّفون عن النمو في مرحلة بين الشهر الثالث والسنة الثالثة، بل إنهم يفقدون بعض المهارات كالمشي والكلام ،وكثيرا ما يصاحبها درجة من درجات التخلف العقلي بالإضافة إلى ما تسببه له من إعاقات حركية أو إعاقة تواصل ونوبات صرعية تزيد من إعاقته عنفا .
وتم تناول هذا الموضوع وفقا للمحاور التالية :-
أولا : اضطراب التوحد
(1) تشخيص اضطراب التوحد
(2) معايير تشخيص التوحد
(3) صعوبات تشخيص التوحد
ثانيا :- متلازمة أسبرجر
(1) التصنيف
(2) فرز المرض
(3)التشخيص
(4) الفرق بين متلازمة اسبرجر واضطراب التوحد
ثالثا :- متلازمة ريت
(1) مراحل تطور حالات الريت
(2) معايير تشخيص متلازمة ريت
(3) أعراض متلازمة الريت
(4) الأسباب الجينية لمتلازمة ريت
(5) الفرق بين متلازمة ريت واضطراب التوحد
(6) الفرق بين متلازمة ريت ومتلازمة أسبرجر
وختاما قدم الباحث مجموعة من التوصيات للباحثين وأولياء الأمور للحذر عند التعامل مع مثل هذه الاضطرابات للوصول إلي التشخيص الدقيق حتي يتثني وضع الخطط الإرشادية والعلاجية لكل منها ، ثم قدم مجموعة من المراجع العربية والأجنبية .
|