تتناول الدراسة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من عام 1945 إلى عام 1981 . وتأتى أهمية هذه الدراسة كونها فى طليعة الدراسات التى تهتم بدراسة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وكندا , وتهدف الدراسة إلى التعرف على مجالات التعاون الثنائى بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية و الثقافية , والاتفاقات المبرمة بين البلدين لتنظيم هذا التعاون , ومعرفة الأزمات التى مرت بعلاقة الدولتين وكيف تم التغلب عليها . كما تقوم الدراسة بإبراز التفاعل بين البلدين على الصعيد الدولي ومواقف كل دولة تجاه القضايا الدولية.
فتبدأ الدراسة بعام 1945، وهو العام الذى انتهت فيه أضخم الحروب فى تاريخ البشرية . وبدأت بعدها الأطراف المتحاربة فى تضميد جراحها وإعادة بناء ما هدمته الحرب العالمية الثانية التى استمرت من عام 1939 إلى عام 1945 , وخلفت أكثر من 60 مليون قتيل وتدمير البنية التحتية للعديد من البلدان واستخدمت فيها القنبلة الذرية للمرة الأولى .
وبدأت الولايات المتحدة منذ ذلك العام 1945 سياسة خارجية قائمة على الهيمنة الأمريكية وفرض السيطرة ، وأن تكون صاحبة اليد العليا فى كافة القضايا الإقليمية والدولية , وهى السياسة التى رسمتها لنفسها وسار على نهجها معظم الرؤساء الأمريكيين الذين أتوا بعد هذا التاريخ . وتنتهى الدراسة بعام ( 1981 ) وهى فترة انتهاء رئاسة جيمى كارتر Jimmy Carter الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية .
لقد شهد العالم خلال هذه الفترة العديد من الأزمات والقضايا التى خلفتها الحرب العالمية الثانية وكذلك شهدت الحرب الباردة بين الولات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى , والتى كادت فى بعض الأحيان أن تؤدى إلى حرب عالمية ثالثة ، وظهرت فى هذه الفترة الكثير من الأحداث الدولية والتهديدات المشتركة للولايات المتحدة وكندا ، وهو ما حتم على البلدين التنسيق الدائم بينهما فى كافة القضايا الدولية ، والتعاون الدفاعى والاقتصادى .
وكانت العلاقات الأمريكية الكندية خلال هذه الفترة نموذجا لعلاقات التعاون والتحالف على كافة المستويات بين دولتين جارتين ؛ حيث شهدت العلاقات بين البلدين فى هذه الفترة ارتفاع معدلات التبادل التجارى ، والمشروعات الصناعية العملاقة المشتركة ، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية . كذلك شهدت تعاوناً كثيفاً على المستوى العسكرى ، وتشكيل حلف مشترك للأمن القارى ، كما شهدت تبادلاً ثقافياً و إندماجاً كبيراً بين شعبى البلدين ، والقيام بمشروعات علمية مشتركة . |