في أوقات الأزمات يظهر الإعلام جلياً، حيث يسلط الضوء على تلك الأزمات، ولذلك يعتمد الجمهور بشكل مكثف في هذه الأوقات على وسائل الإعلام سعياً لمعرفة الحقيقة، وتطورات الأحداث المتلاحقة في ظل نقص المعلومات وحالة التعقيد والتشابك والتداخل التي تكتنف أحداث الأزمة عند وقوعها.
وتشهد المنطقة العربية منذ اندلاع الثورات العربية عام 2011 جملة من الأزمات التي توصف بالتعقيد، ومن أبرز هذه الأزمات تلك المرتبطة بالأوضاع في اليمن وليبيا، ومع تصاعد حدة هذه الأزمات برز اهتمام إعلامي بها وبتداعياتها على كافة المستويات ساهم في إفراز عدد من المعالجات الإعلامية حولها، لذا فقد اهتم الباحث في هذه الرسالة برصد وتحليل الخطابات المقدمة في الصحف العربية والدولية حول هذه الأزمات، للوقوف على طبيعة واتجاه هذه الخطابات.
1- قدمت صحيفتا الحياة والأهرام أطروحات تعبر عن مواقف مؤيدة وداعمة للحكومة اليمنية والتحالف العربي، ومعارضة للحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، ومنتقدة الدعم العسكري الإيراني للحوثيين.
2- اتفقت صحيفة إنترناشيونال نيويوك تايمز مع صحيفتي الحياة والأهرام في تقديم أطروحات تعبر عن مواقف معارضة للحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، ومنتقدة الدعم العسكري الإيراني للحوثيين، لكنها اختلفت مع الصحيفتين في تقديمها أطروحات تعبر عن مواقف الصحيفة المعارضة لدور التحالف العربي بقيادة السعودية في الحرب اليمنية، والمنتقدة لدور الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها "متواطئة" في حرب اليمن عبر تقديم دعمها لا سيما العسكري للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
3- اهتمت صحف الدراسة الثلاث بتقديم الحجج والأدلة المنطقية التي تعزز خطابها، واهتمت صحف الدراسة أيضاً بتنويع هذه الحجج والأدلة من خلال الاستناد بشكل أساسي إلى التصريحات، والوقائع، وكذلك الأرقام والإحصائيات.
4- أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأطر المرجعية المسيطرة على خطاب صحف الدراسة الثلاث هي الأطر السياسية والعسكرية والإنسانية.
5- أوضح التحليل أن معالجات صحف الدراسة للأزمة اليمنية قدمت عدداً من الأطر الإعلامية وتناولتها بما يتسق مع توجهاتها وسياساتها التحريرية.
6- قدمت صحف الدراسة تصوراتها ومواقفها من القوى الفاعلة بما يتسق مع الأطروحات التي قدمتها خطابات تلك الصحف حول الأزمة، والتي تعكس توجهاتها نحو القوى الفاعلة. |