يعد فن التقاسيم من فنون الموسيقى العربية الآلية البحتة التى تعتمد على المهارة والآداء والإرتجال فى التأليف .
ويؤدى ذلك الفن على آلات التخت العربى ( ناى – كمان – قانون – عود ) .
وتستمد التقاسيم بعض الخصائص المميزة لإسلوبها من طبيعة الآلة التى تؤدى عليها ومن امتداد نطاقها الصوتى ، ولكل منها طابعها الصوتى والتكنيك الخاص بها وهى عناصر تؤثر تأثيراً جوهرياً على اسلوب وطابع التقاسيم .
فتقاسيم الناى تختلف كثيراً عن تقاسيم العود أو تقاسيم القانون ، حيث تتخدذ البراعة العزفية فى كل آلة صفة موجهة تتحكم فى أسلوب التقاسيم .
ولقد نبغ فى هذا الفن العديد من الموسيقيين منهم لا على سبيل الحصر الشيخ محمود صبح و سيد سالم ومحمود عفت على آلة الناى .
كما نبغ فيه سامى الشوا والحفناوى وأنور منسى ويسرى قطر على آلة الكمان
كما نبغ فيه كل من عبد الفتاح منسى ومحمد عبده صالح ومحمد العقاد وأمين فهمى على آلة القانون .
كما نبغ فيه محمد القصبجى وأمين النهدى وعبد الفتاح صبرى وفريد الأطرش وجمعة محمد على ورياض السنباطى .
والباحث هنا بصدد التقاسيم على آلة العود ولرائد من رواد الموسيقى العربية فى القرن العشرين وهو "رياض السنباطى " والذى أجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين فى الموسيقى العربية بأنه صاحب مدرسة لها مكانتها فى الخلق والإبداع الموسيقى ، حيث التزم بسمات وأصالة الموسيقى العربية وحافظ على خصائص التراث الموسيقى العربى وأضاف إليه إضافات خلاقة مبتكره.
كما شهد بأنه من أمهر عازفى العود وأبرعهم على وجه الإطلاق فى القرن العشرين حيث كان يجمع فى أسلوبه على آلة العود بين أصالة المدرسة التقليدية بماتحمله من شجو وتطريب وما تتسم به من عبير الماضى وبين أسلوب المدرسة الحديثة التى تتميز ببراعة الآداء والتصوير والتعبير .
كما تتميز تقاسيم رياض السنباطى على آلة العود بالخيال الخصب والفكر العميق والإلهام الرائع فى الإرتجال والإتيان بكل ما هو مبتكر ، هذا إلى جانب تمكنه وفهمه لأسرار مقامات الموسيقى العربية مما يعينه على التنقل فى فلك الأنغام بلباقة وبذوق جميل وإحساس مرهف .
|