في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتي غيّرت ملامح العالم ، اقتحم تخصص الذکاء الاصطناعي عدة مجالات منها إدارة الموارد البشرية ، والتجارة الإلکترونية ، والتصنيع ، والسيارات ذاتية القيادة وغيرها من المجالات الآخرى . حيث أصبح جزء من حياتنا اليومية من خلال تعاملنا مع هواتفنا المحمولة ، وقيادة سياراتنا ، وتصنيع واستخدام کثير من الأجهزة ، وأيضاً بناء واستخدام منازلنا الذکية ، وذلک بإضافة إلى مصمموا الإعلانات والمعماريون الذين استعانوا به في أداء عملهم . مما يدل على انتشار استخدام الذکاء الاصطناعي ، ويُنبئ بزيادة هذا الانتشار في المستقبل القريب .
کافة العلوم التطبيقية قيد التطوير المستمر ، وذلک نظراً للتطور الذي يشهده العالم في کافة مجالات الحياة والتي تؤثر بشکل مباشر وغير مباشر على تلک العلوم . ولا سيما مجال التصميم الصناعي والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بکثير من مجالات تطبيق الذکاء الاصطناعي ؛ الأمر الذي دفع متخصصي التصميم الصناعي إلى دراسته وتتبع تطوره ؛ وذلک سعياً لاتقان تصميم المنتجات التي تعتمد عليه في تشغيلها واستخدامها .
وبدراسة الذکاء الاصطناعي وأنماطه ، واجراءات عمله واتخاذه للقرارات ، والتنبوء بالنتائج والتطورات المرتبطة بالبيانات والأحداث المعروضه عليه ؛ اتضح أنه قد يُساهم بدور فعّال في ممارسة أغلب مراحل عملية التصميم الصناعي .
اتبع البحث المنهج الاستدلالي ، حيث توصل إلى تقنين دور الذکاء الاصطناعي في إعادة صياغة وممارسة مراحل عملية التصميم الصناعي . وذلک من خلال وضع تصور مُقترح لنظام ذکاء إصطناعي يُعتبر بمثابة مساعد للمصمم الصناعي في تأدية عمله ، يعتمد في المقام الأول على تطبيق أنماط الذکاء الإصطناعي المختلفة - تِبعاً لأهدافها وقدراتها - في ممارسة مراحل عملية التصميم الصناعي . |