الذي يلقى فيه تحليل البيانات قدراً كبيراً من الاهتمام، تظهر الحاجة ماسَّة لتحليل مصادر المعلومات، وقد تطلب الفائض المعلوماتي وسائل أكثر فعالية لتنظيمه، وأصبح المستفيد في حاجة لتقنيات أخرى تيسر له الوصول للمعلومات، فظهر ما يسمى بــ"تتبع الموضوع Topic Tracking"، أو ما فَضَّل الباحث أن يُطلق عليه "تتبع المعلومات Information tracking".
وبالرغم من تعدد أساليب تتبع المعلومات، إلا أنه غير معروف على وجه اليقين ما تستخدمه المواقع وقواعد البيانات العربية، كما أنه غير معروف مدى كفاءتها، الأمر الذي تطلب الدراسة التحليلية لعينة بلغت (100) موقع عربي عام، و(100) موقع عربي متخصص، وقاعدة معلومات العلوم الإنسانية، بهدف رصد مدى إتاحة المواقع العربية لتتبع المعلومات، وتحديد نوعية هذه المواقع، ورصد مصطلحاتها، وتحليل بيانات مقترحاتها، وتقصي عدد هذه المقترحات، وتحديد أماكنها، ثم رصد مدى إتاحة قواعد البيانات العربية والأجنبية المتاحة على بنك المعرفة المصري لتتبع المعلومات، وتحديد نسب العلاقات بين الدراسات الأساسية والدراسات المقترحة بقاعدة معلومات العلوم الإنسانية، ورصد مؤثرات درجات الارتباط، وتحديد مدى الاعتماد على قاعدة المعلومات هذه لتتبع المعلومات المتخصصة. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي.
وقد أسفرت الدراسة عن الكثير من النتائج، من أهمها أن المواقع العامة كانت أكثر إتاحة لتتبع المعلومات بنسبة 55%، بينما لم يتحها سوى 28% من المواقع المتخصصة، وتلخصت أسباب عدم إتاحة تتبع المعلومات بالمواقع العربية في: قولبة بعض المواقع، وضعف وعي مسئولي بعض المواقع بأهمية هذه الخدمة، وضعف احترافية مصممي ومطوري بعض المواقع، واتضح أن أكثر مصطلحات تتبع المعلومات استخداماً بالمواقع العامة هو "قد يعجبك أيضاً" بنسبة 29%، بينما كان أكثرها بالمواقع المتخصصة "المواد ذات الصلة" بنسبة 7,1%، وكان "أسفل الصفحة" هو أكثر أماكن إتاحة المقترحات بالمواقع العامة والمتخصصة، واتضح أيضاً أن 20,4% من قواعد البيانات المتاحة على بنك المعرفة قد أتاحت تتبع المعلومات، وانقسمت العلاقات بين الدراسات الأساسية والدراسات المقترحة بقاعدة معلومات العلوم الإنسانية لخمس مستويات، هي: دراسات عديمة العلاقة وبلغت نسبتها 37,2%، ودراسات ضعيفة العلاقة وبلغت نسبتها 30,1%، ودراسات متوسطة العلاقة وبلغت نسبتها 11%، ودراسات قوية العلاقة وبلغت نسبتها 10,9%، ودراسات كاملة العلاقة وبلغت نسبتها 10,8%، وبهذا يمكن الاعتماد على قاعدة معلومات العلوم الإنسانية في تتبع معلومات المكتبات والمعلومات بنسبة 32,7%، وسبب ذلك هو اعتمادها في "تتبع المعلومات" على أسلوب "الكلمات المشتركة"، وضعف التكشيف الموضوعي بها، وبناء على هذه النتائج قدمت الدراسة بعض المقترحات لتحسين كفاءة تتبع المعلومات، منها: تقنين الكلمات المفتاحية، والاستعانة بالمكانز المتخصصة، واستخدام أسلوب الاقتباسات المشتركة، وأسلوب التحليل الدلالي، والاستعانة بالمكشفين المتخصصين موضوعياً.
|