استهدف البحث تنمية مهارات الفهم القرائي لتلاميذ المرحلة الإعدادية باستخدام إستراتيجية التصور الذهني , ولتحقيق الهدف السابق أعد الباحث قائمة بمهارات الفهم القرائي اللازمة لتلاميذ المرحلة الإعدادية , كما أعد اختبارًا لقياس هذه المهارات , وتكون الاختبار من أربع وخمسين مفردة اختبارية , وتم ضبط الاختبار , كما أعد الباحث دليلاً للمعلم مصاغًا في ضوء الإجراءات التنفيذية لإستراتيجية التصور الذهني , وتم تطبيق هذا البحث علي مجموعة من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي , قسمت مجموعتين : ضابطة تدرس موضوعات القراءة بالطريقة المعتادة (المتبعة) , وبلغ عددها واحدًا وأربعين طالبًا وطالبة , والمجموعة التجريبية, وبلغ عددها اثنين وأربعين طالبًا وطالبة .
وقد كشفت نتائج الدراسة عن الآتي :
1) فاعلية إستراتيجية التصور الذهني في تنمية مهارات الفهم القرائي لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي , ويعزو الباحث هذه الفاعلية إلي ما تضمنته هذه الإستراتيجية من إجراءات عقلية , حيث تم من خلالها تدريب الطلاب علي بناء صور عقلية, ومحاولة وصفها وصفًا دقيقًا , وحث التلاميذ علي التفاعل مع المقروء تفاعلاً يفضي بهم إلي محاولة بناء مخططات عقلية أو أطر معرفية Schemata , حول هذا الموضوع أو ذاك , وهذا من شأنه تنشيط المعرفة السابقة , وتوظيف هذه المعلومات في بناء المعرفة الجديدة أو اللاحقة .
2) فاعلية إستراتيجية التصور الذهني في تنمية مهارات الفهم القرائي كل مهارة علي حدة لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي , ويعزى ذلك تركيز الإستراتيجية علي البعد التأملي , والمتمثل في قدرة التلاميذ علي تنظيم ذواتهم تنظيمًا موجهًا Self - Regulated , حيث ساعدت الإستراتيجية الطلاب في مراقبة مسار تفكيرهم في أثناء تفاعلهم مع المقروء من جهة , واستثمار ما لديهم من معلومات ومعارف سابقة من جهة ثانية , علاوة علي قدرتهم علي الربط Making Connection بين هذه المعلومات وبين المعلومات الجديدة المكتسبة من الموضوع .
في ضوء نتائج الدراسة السابقة أوصى البحث بما يلي:
• ضرورة استخدام إستراتيجية التصور الذهني في تنمية بعض المهارات اللغوية الأخرى مثل : الإملاء , والتعبير الكتابي , والاستماع .
• ضرورة عقد دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية ؛ لتدريبهم علي إجراءات هذه الإستراتيجية, وكيفية توظيفها التوظيف الأمثل في دروس اللغة .
• ضرورة تدريب معلمي اللغة العربية علي كيفية استثارة الخبرات السابقة لدى تلاميذهم , وكيفية ربط هذه المعلومات بالمعلومات الجديدة المكتسبة من الدرس .
• التركيز في مناهج تعليم اللغة العربية علي استثارة الصور الذهنية ؛ لأن اللغة ما هي إلا مجموعة من الصور الرمزية التي تشير إلي مدلولات معينة .
• تجاوز المفهوم الضيق للقراءة والمتمثل في أنها عملية استقبال سلبي للمادة المقروء إلي كونها عملية عقلية بنائية تفاعلية يمارسها القاريء مع المقروء .
|