تطورت المواد الخام علي مر العصور المختلفه حسب البيئة التي يعيش فيها الانسان ، فمثلا عندما
ظهر الانسان علي وجه الارض لم يجد من حوله الا الاحجار م ن الجبال و الصخور فصنع منها
معظم أدواته كآنيه الطهي او رؤس الحراب للدفاع عن النفس و الصيد ؛ كما استخدم الاخشاب
من الاشجار و النباتات المختلفه ، لذلك أطلق علي هذا العصر " العصر الحجري " نظرا
لاستخدام الانسان للخامات الحجريه كخ امات أوليه . ثم بعد ذلك اكتشف الانسان البرونز وصنع منه
ادواته وصنع منه التماثيل و الآنيه الزخرفيه لذلك أطلق علي هذا العصر " العصر البرونزي " الي ان
اكتشف الانسان النحاس ، ومن الدلائل علي ظهور النحاس في الحضارة المصريه القديمه هو اكتشاف
مسبك لصهر النحاس في سيناء من العصر الفرعوني ؛ وقد انتشرت سبائك النحاس في جميع الادوات
في تلك الفترة حتي في الاسلحة كالسيوف و الحراب واطلق علي هذا العصر " العصر النحاسي "
وعندما اكتشف الفرعوني القديم عنصر الحديد كان ذلك في وقت الاحتلال الهكسوسي لمصر حيث جاء
الهكسوس بسيوف من معدن الحديد وكانت مصر ما زالت بسيوف من نحاس ، وبعد ذلك انتشر خام
الحديد في جميع المستلزمات الحربيه و الصناعيه في هذا العصر .
وتطورت الخامات المعدنيه بعد ذلك حتي فترة ما قبل الثورة الصناعيه ، حيث تم تقسيم كل نوع من
المواد الخام المعدنيه الي أنواع وكل نوع الي درجات حتي تكون مهيأه للتوظيف في المنتجات لتحمل
الاجهادات وقابله للتشكيل حسب خصائصها الميتالورجيه ، وقد ظهر الاهتمام بالخامات المعدنيه نتيجه
لمتطلبات الآله التي قامت علي اثرها الثورة الصناعيه .
اما عن الخامات البلاستيكيه فمنذ الازمنه الاولي فقد استخدم القدماء المصريين و الرومان
المواد الراتنجيه وشبه الشمعيه كمواد طبيعيه في اغراض اللصق و الاختام الخاصه بالوثائق ، ويرجع
الاصل الحقيقي لبداية تكوين الخامات البلاستيكيه الي القرن التاسع عشر حين حاول " اسكندر باركس"
Alexander Parkes “ " في برمنجهام عام 1865 م عقب اكتشاف النيتروسليلوز ان
يستخدم هذه الماده لانتاج عاج صناعي ، وحين قام بمزجها بالكافور في وجود الكحول حصل علي كتله
صلبه كانت اساسا للباركسين وهي تعتبر السلف لمادة الزيلوينيت الحديثه التي حضرها البريطانيون و
اكتسبت شهرة عالميه واسعه .
وقد شهد عام 1916 م صناعة أول مسحوق للتشكيل من النوع المتجمد بالحرارة ومنذ ذلك
الحين اتسعت صناعة المنتجات الفينوليه و أقرانها اتساعا كبيرا و اطلق اسم "بكاليت" علي أول مادة
بلاستيكي ه متجمده بالحراره وذاع هذا الاسم في العالم أجمع . وبعدها ظهرت الخامات بتدرج فمثلا :
1839 قام جوديير بعملية فلكنة المطاط ، 1880 تمكن كالبوم من بلمرة الميثاكريلات ، 1935 اكتشف
"كاروتر " البولي اميد" ، 1940 بداية انتاج البولي يوريثان .
وحيث ان الخاما ت التقليديه منها الطبيعي او الصناعي قد استنفذت خصائصها علي مدار
قرون من الزمان في التطور التكنولوجي . فقد اتجه العلم الي البحث عن خامات جديده يكون لها
مميزات اخري وخصائص مختلفه يمكن توظيفها في التقنيات الوظيفيه للمنتجات ، لذلك ظهرت في
الالفيه الحديثه خامات جديدة يطلق عليها الخامات الذكيه ، وهذه الخامات ظهرت وتطورت مع تطور
تكنولوجيا النانو ، حيث تمكن هذا المجال العلمي من التحكم في البنيه الحبيبيه للماده الخام مما يضفي
خصائص مستحدثه علي الماده او يحسن من خصائصها التقليديه . وهذه الخامات لها القدره عل ي التاثر
بالظروف واتخاذ ردود افعال مختلفه الاتجاهات حسب خصائصها . ونظرا لظهور خصائص مستحدثه
لمثل هذه الخامات علي الساحه الصناعيه فقد ادي ذلك الي دفع عجلة الابتكار و الاختراع الي توظيف |