تخضع رياضة المصارعة بنوعيها للقانون الدولى للمصارعة الذى يحدد ممارستها من خلال أوزان طبقاً للمراحل السنية لاتاحة الفرص المتكافئة بين اللاعبين، والتقليل من حدوث الإصابة بالإضافة إلى زيادة فرصة اللاعب فى الفوز، كما أن الزيادة فى وزن اللاعب قد تؤثر فى كفاءته ومستوى أداؤه ولذا يلجأ بعض المصارعين لانقاص اوزانهم عن المعدل الطبيعي للاشتراك فى الوزن الذى يتناسب مع وزن جسمه الطبيعى او الوزن الاعلى منه مباشرة ، ولما كان الفارق بين كل وزن و الوزن الذى يليه غير ثابت فى أوزان المصارعة فإن قانون المصارعة يعطى الحق للاعب فى الاختيار للاشتراك فى الوزن الذى يتاسب مع وزن جسمه أو الأعلى منه فمن الممكن أن اختلاف النمط الجسمانى واللياقة البدنية من وزن لاخر وبما أن هناك علاقة بين شكل الجسم واللياقة البدنية لدى المصارعيين فإن وزن الجسم ومقاييسه وخصائصه البدنية يمكن أن تؤثر فى طريقة الأداء ومدى نجاحه فى كل وزن من أوزان المصارعة. (22: 3)
ويعتبر النمط الجسمانى من الأهمية لدى المصارعين حيث أن رياضة المصارعة من الرياضات التى تعتمد بشكل كبير على شكل الجسم فى تحمل أحمال التدريب والمنافسة وذلك لأن تدريب المصارعة فى كثير من الأحيان يكون شاق لا يتحمله ألا المصارع ذو القدرة البدنية العالية، لذا فإن نمط الجسم هام للمصارع وذلك لما تحتاج إليه هذه اللعبة من العديد من المهارات وهى تحتاج أيضاً لنمط جسمانى معين يتحمل آداء متطلبات هذه الرياضة.(23: 63 )
وبعد اطلاع الباحث على العديد من المراجع العلمية والتى تناولت عملية اختيار المصارعين ، من خلال خبرة الباحث والممارسة العملية والأكاديمية في ميدان التخصص وجد أن معظم مدربي المصارعة للمراحل المختلفة (تأهيلية - أولى – ثانية – ثالثة – رابعة ) يقومون بإختيار الفئات الوزنية للاعبيهم بشكل غير مقنن ( عشوائي ) بمعنى أن مدرب المصارعة يتحكم في وزن كل مصارع لديه سواء بالزيادة أو النقصان حيث إذا وجد المدرب أن هناك ميزان ما يحتوى على لاعبين ذوى مستوى أعلى فنياً من لاعبيه فإنه يستثنى لاعبيه من هذا الميزان من وجهة نظره الشخصية لما في هذه الفئة الوزنية من احتكاك قوى من الممكن أن يؤثر سلباً على النتائج الخاصة باللاعبين ويحدث ذلك دون الاستناد على أساس علمي.
*مدرس بقسم نظريات وتطبيقات رياضات المنازلات- كليةالتربية الرياضية للبنين-جامعة بنها
وينتج عن هذا ضياع الكثير من المجهود والوقت للمدرب واللاعب سواء فى إنقاص وزن او زيادته أياً كان فى حين أنه من الممكن استغلال هذا الوقت والمجهود فى فترات الإعداد ومحتوياتها من إعداد بدنى- أو خططي أو حتي نفسي ومهاري ومن هنا يرى الباحث أن الاعتماد على أسس ومعايير علمية فى انتقاء الميزان المناسب للمصارع على مستوى التدريب سيوفر كثيراً من الوقت والجهد على طرفى العملية التدريبية ألا وهما المدرب واللاعب وتصل بنا عمليه الاعتماد على الأسس العلمية في انتقاء موازين المصارعين إلى الوصول لوزن مثالي يصل فيه المصارع إلى اعلي مستوى أداء.وسيعتمد الباحث فى حل مشكلة البحث على نظرية الأنماط الجسمية كأساس لإختيار الوزن حيث تعتبر رياضة المصارعة رياضة احتكاكية تعتمد بشكل أساسي على الكتلة والوزن. ومن هنا تبلورت مشكلة الدراسة والتى تمثلت فى دراسة الانماط الجسمية للمصارعين وتحليل مستوى الأداء كأساس يعتمد عليه القائم على العملية التدريبية فى اختياره للفئة الوزنية المناسبة للمصارعين ، لذا يقترح الباحث دراسة عنوانه :(التوجيه النوعى للفئات الوزنية من خلال مستوى الاداء والانماط الجسمية لدى لاعبى المصارعة الحرة)
|
