يعتبر ما وصل اليه الانسان في أداء الانشطة الرياضية المختلفة إعجازا بشريا وقد ظهر جليا في الدورة الأولمبية الاخيرة ، مما جعل العلماء والقائمون على العملية التدريبية يبحثون في كل ما يؤثر ويساعد على تطوير أداء الفرد الرياضي في جميع الأنشطة الرياضية المختلفة من أجل التقدم ورفع مستوى الأداءالرياضي للفرد .
وقد ظهر نتائج ذلك التقدم – ليس فقط في المحافل الوطنية بل وتعدى ذلك الى المحافل القارية والعالمية – وما نشاهده في الألعاب الاولمبية ومن تقدم المستويات وتحطيم الأرقام القياسية للمسابقات لخير شاهد على هذا التقدم ومن هنا تظهر أهمية الاتجاهات الحديثة في التدريب والمبنى على تقنيات العلم ونظرياته وكان للمدرب دورا كبيرا في لك سواء من الناحية البدنية والممثلة في تنمية القدرات البدنية الأساسية من قوة عضلية وسرعة وتحمل ورشاقة ومرونة أو الناحية المهارية المتمثلة في مستوى الأداء المهارى. (5: 15 )
واصبح النظر الى مستوى الأداءالمهارى او ما يعرف بالتكنيك ، ومستوى الأداءالبدني ، كأحد أهم عنصرين لتطوير مستوى الفعاليات الرياضية المختلفة بجانب العناصر الأخرى كالإعداد النفسيوالخططى . حيث يشير الأداء المهارى في رياضة المصارعة إلى مجموعة الخصائص الفنية لمختلف المسكات والرميات والحركات الهجومية والدفاعية التي يمتلكها المصارع ومدى قدرته على تنفيذ هذه الحركات أثناء المباريات التي تتميز بالمواجهة والتحدي وضغط المنافس. (21 : 267)
ويضيف بتروفPetrov (1986م) أن الأداءالمهارى للمصارعة يتكون من مجموعة مسكات وحركات هجومية ودفاعية يعتبرها المصارع أسلحته التي عن طريقها يستطيع الفوز بالمباراة ويرتبط الأداءالمهارىللمصارع بجميع أوجه البرنامج التدريبي بعلاقات تبادلية كما يرتبط بقابلية واستعداد المصارع على تحسين مستواه، وتبدو هناك فوارق فردية في تنفيذ المسكات تسبب اختلافات فنية لا تكاد تذكر وقد تطور أسلوب المصارعة من خلال أربعة محاور هي:-
اكتشاف مسكات جديدة.
زيادة فاعلية ذخيرة المصارع من المسكات أثناء تحسين بنائها الميكانيكي الحيوي والديناميكي الحيوي وأثناء تتابع الأفعال الإعدادية المعينة.
استخدام مسكات تم استعادتها من أنماط المصارعة الأخرى مع أو بدون أية تعديلات.
الربط بين الأساليب الفنية وعمل تركيبات فنية تكتيكية مختلفة.(31 :141)
وتعتبر المصارعة من الرياضيات ذات النزال الفردي ويلعب فيها وزن اللاعب دور كبيرا في الوزن الذي يشترك فيه ونتائجه، وتخضع هذه الرياضة للقانون الدولي للمصارعة الذي يحتم ممارستها في أوزان طبقاً للمراحل العمرية:12-14 سنة (مرحلة تمهيدية) ، 14-16 (مرحلة أولي )، 16-18 (مرحلة ثانية) 18-20(مرحلة ثالثة) فوق 20 سنة (مرحلة رابعة)، (13: 12)
*ويرى الباحث ان المرحلة العمرية 18-20 سنة وهى المرحلة الثالثة في التصنيف العمرى للمصارعين تعتبر من اهم المراحل التى يصل فيها المصارع الى قمة تشكيله البدني والمهارى وقد يصل الى قمة مستواه العام بدنيا وخططيا وفنيا ونفسيا والذى سوف يكمل بهذا
المستوى والذى قد يصل به الى للمستويات العليا وموازين هذه المرحلة على سبيل الذكر هى:46 : 50 كجم ،55 كجم ، 60 كجم،66 كجم ،74 كجم ،84 كجم ،96 كجم ،96 : 120
ويشير ذكى محمد حسن ان مفهوم أسلوب التدريب المتقاطع The term cross training يعنى إعطاء نشاط بدنى او تمرينات بدنية تختلف عن نوع النشاط التخصصي الممارس للرياضيين ليمدهم براحة من برنامج تدريبي تخصصي كانوا يقومون به – وإنه يهدف الى المساعدة في تحسين الأداء الرياضيالتخصصي فعلى سيل المثال لا الحصر تجد انه في رياضة التزحلق على منحدر غالبا ما يستخدمون الدراجات خلال الصيف للمحافظة على القوة والتحمل الخاص لعضلاتهم .وهذا ما يؤكده جلوفرزglofers حيث استخدم تدريبات القوة للجزء السفلى للظهر وكذلك لمنطقة البطن لكى يساعده في رفع القدرة الخاصة لرياضيون سباقات السيارات ويوضح ايضا ان لاعبي الكرة الطائرة يستخدمون تدريب الأثقال لكى يساعدهم ذلك على الوثب عاليا.(6 : 6)
ويشير ويرنر وشارون هوجر Werner w.kHoeger& Sharon A. Hoeger(2011م) إلىأن التدريب المتقاطع هو أسلوب من أساليب التدريب يجمع بين نشاطين أو أكثر في برنامج التمارين، ولقد صمم خصيصاٌ من أجل تنمية اللياقة وتوفير الراحة اللازمة للمجموعات العضلية المجهدة، ولتقليل نسبة الإصابة والقضاء على الرتابة في التدريب والحد من مخاطر الإصابة بالاحتراق النفسي الناتج عن المشاركة في برامج التدريب الفردية. 292 Wernerاما بالنسبة لأنواع الانشطة الممارسة داخل التدريب المتقاطع من حيث شكل الأداء فيشير كلا من رونالد جيم Ronald C. Eng (2010م) وجيف غالاوي Jeff Galloway (2002م) جوزيف نيتي وآخرون , et alJoseph T. Nitti (2001م) أن التدريب المتقاطع يعنى ممارسة أنشطة غير متصلة بصورة مباشرة بالنشاط التخصصي حيث تساعد في تنمية المجموعات العضلية التي لا تستخدم بكثرة لتحقيق التوازن في عمل المجموعات العضلية العاملة وغير العاملة في النشاط التخصصي الأمر الذي يقي الرياضين من الإصابة، كما أن عملية التغيير في التدريب تكون محفزاٌ نفسياٌ للرياضيين ويحافظ على مستوياتهم في غير أيام التدريب.(32 : 77) (28 : 94) (29 : 151)
ويذكر برينت ستانفورد (1996م) أن برنامج التدريب المتقاطع يشتمل على برامج من الأنشطة المتباينة يؤدى كل منها في فترة محددة، وقد تكون هذه الأنشطة ذات طبيعة هوائية أو لاهوائية وينصح ستانفورد المدربين عند تخطيط برامج التدريب المتقاطع بضرورة مراعاة التدريب السليم للأنشطة اعتماداٌ على توفير مصادر الطاقة اللازمة للأداء وعلى ذلك يرى إمكانية استخدام أنشطة متنوعة في وحدة تدريبية واحدة أو توزيعها على وحدات تدريبية متتالية.
(33 :1 -3)
لذلك يمكن القول ببساطة أن وضع التدريب المتقاطع يمثل أداة القوة الكاملة والكامنة التدريبية لكى تساعد الرياضي للوصول لقمة الأداءالرياضي في المنافسة في نشاطه التخصصي
وتكمن فوائد التدريب المتقاطع وتأثيره على المستوى البدني في انه له أثركبير في تنمية التحمل اللاهوائي وايضا القوة العضلية بأنواعها وكذلك التحمل والمرونة والرشاقة والتوافق العضلي واخيرا الصفات البدنية المركبة كصفة القدرة وتحمل القوة المميزة بالسرعةوغيرها من الصفات البدنية المختلفة
ويشير العلماء ان التدريب المتقاطع له استخدامات اخرى تكمن في منع الرتابة والملل من تمرينات النشاط التخصصي كما انه أثر كبير في استعادة الشفاء خاصة بعد المنافسات القوية ، كما أن التدريب المتقاطع يفيد بشكل كبير في الوصول لقمة الأداءالفني وذلك من خلال اعطاء الرياضي تحريض أو دافع أو موازنة تنافسية لنشاط آخر غير تخصصه .
ويرى الباحث أنه من الممكن الاستفادة من أسلوب التدريب المتقاطع في فترات الاعداد المختلفة والتي يحتويها خطة الموسم الرياضي أو الخطة السنوية له في جميع الأنشطة الرياضية المختلفة بمعنى أنه من الممكن ان يبدأ بالتدريب المتقاطع في بداية فترة الإعداد البدني سواء العام أو الخاص أو فترة ما قبل المنافسة مثلا في فترات الاحماء للمباريات التجريبية وأيضا يمكن أن يساهم بشكل كبير في الفترة الانتقالية على شرط أن يتم تقنينه وأن يكون علاجا لبعض الظواهر النفسية السلبية لا مسببا لها على سبيل المثال أن يكون علاجا للاحتراقالنفسي لا مسببا له وألا يصل باللاعب للحمل الزائد .
ومن خلال العرض السابق لمفهوم فوائد واستخدامات التدريب المتقاطع كاتجاه حديث في التدريب ومن خلال اقتناع الباحث بالتدريب المتقاطع كأسلوب للتدريب الهدف منه تحسين الأداءالبدني وايضا الأداءالمهارى وكذلك العمل على تنمية المجموعات العضلية للرياضيين وخاصة في فترات التأهيل من إصابة أو لمنع فقد أى صفة من الصفات البدنية المكتسبة خلال الموسم وايضا للمحافظة على جوانب الفورمة الرياضية وخاصة في الفترة الانتقالية وكذلك ومن خلال خبرة الباحث سواء على المستوى الأكاديمي أو على المستوى العملي كلاعب ومدرب سابق وجد أن شكل ونوع التدريبات المعطاة للرياضيين بشكل عام كلا في تخصصه والمصارعين بشكل خاص يصيبهم نوع من الرتابة والملل وإن كان لها تأثير لا نغفله ولكن غير فعال بالشكل المرجو منها داخل الجرعة التدريبية اليومية سواء في فترة الإحماء أو في الجزء الأساسي أو حتى في الجزء الختامي للوحدة التدريبية ناهيك عن التأثر البدني أو المهارى المصاحب لهذه التأثيرات السلبية والروتين البدني الذى يرتبط بالتمرينات المعطاة للمصارع على وجه الخصوص داخل الوحدة التدريبية .
لذلك وجد الباحث ان التدريب المتقاطع يعتبر مادة خصبة يمكن الاستعانة به في تخطيط الموسم التدريبي للمصارعين- لذا يقترح الباحث تصميم برنامج تدريبي قائم على استخدام التدريب المتقاطع وبيان مدى تأثيره على مستوى الأداء المهارى المتمثل في بعض حركات المصارعة الرومانية وهى التلفيحة– البرم العالي– البرم المنخفض –الريبوه (مسكة الوسط العكسية ) وهذه الحركات تعتبر اكثر الحركات شيوعا واكثرها حسما للفوز في منافسات المصارعة الرومانية في مختلف الفئات الوزنية وايضا تأثير ذلك النوع من التدريب على تنمية المجموعات العضلية العاملة لدى المصارعين وخاصة عضلات الجذع والرجلين وكذلك مساهمة هذا النوع من التدريب وبشكل فعال جدا في الصفات البدنية الخاصة لدى المصارعين واهمها ( القوة المميزة بالسرعة – تحمل الأداء - تحمل القوة )
وبناءا على ما سبق يقترح الباحث دراسةبعنوان
" فاعلية استخدام التدريب المتقاطع على مستوى القدرات البدنية الخاصة الأداءالمهارى لدى المصارعين "
ويكون تساؤل الباحث في هذاالامر
هل يوجد تأثير للبرنامج التدريبي المقترح في مستوى القدرات البدنية الخاصة والآداء المهارى للمصارعين ؟
وهذا ما سوف تسفر عنه النتائج
|