المقدمة ومشكلة البحث :
شهد القرن العشرين تقدما في جميع مجالات الحياة ومجال التربية الرياضية بصفة خاصة فارتفع مستوى الأداء في الأنشطة الرياضية المختلفة بفضل الدارسات والبحوث العلمية للوصول للمستويات العليا.
يتميز علم التدريب الرياضي بأفضل الطرق والوسائل لتطوير المستوي البدني والمهاري والخططي والنفسى , وذلك من خلال البرامج التدريبية التي تعد لذلك الغرض ،كما يهدف إلى الوصول باللاعبين إلى أقصي قدر ممكن من الارتقاء بقدراتهم مما يتطلب ضرورة الإلمام بالمعلومات المرتبطة بطرق ووسائل التدريب التى تساهم بإرتقاء اللاعب بدنياً ومهارياً وخططيا ونفسياً (4 : 48).
ويري " شاركي Sharkey "(2003م) ضرورة تدريب العضلات العاملة تدريباً خاصاً تبعاً لكيفية استخدامها في النشاط التخصصي الممارس (22: 91).
ويرى عصام عبدالخالق( 1992 ) ان التدريب الرياضى يؤدى الى رفع قدرات واستعدادات الفرد المطلوبة لاداء الجهد البدنى من خلال جرعات تدريبية مخططة مع مراعاة التكامل عند اعداد الفرد اعدادا رياضيا بتنمية حالاته البدنيه والمهارية والفكرية والنفسية اى جميع نواحى الاعداد الرياضى المتكامل ، والذى يطلق عليه مصطلح الحالة التدريبية للرياضى
15: 12
ويشير"ابراهيم خليفة "(2000م) الى أن الضغوط من أهم الظواهر النفسية التى تواجه الفرد فى حياته اليومية والتى قد تؤثر شدتها والتعرض المتكرر لها الى تأثيرات سلبية على صحته، وقد يصل الامر الى الانهاك العقلى والاجهاد النفسى والاحباط والمشاعر السلبية التى لا يستطيع الفرد تجاهلها أو التكيف معها بسهولة(1: 49)
وفى الغالب ينتج عن الضغوط النفسية التى يتعرض لها الرياضى قبل المنافسة مايسمى بالاجهاد العصبى وقد يكون (ايجابى أو سلبى) والاجهاد الايجابى يتميز بتعبئة كافة القوى البدنية والنفسية للتعب بحيث يصبح فى حالة استثارة نشطة تجعله قادرا على القيام بالاعمال التى ليس فى مقدوره القيام بها فى الحالات الطبيعية أما اذا عجزت تلك القوى عن ذلك فان اللاعب يصل الى حالة الاجهاد السلبى التى تتميز بالشعور بالاحباط والهبوط الحاد فى جميع وظائف الجسم مما يؤثر على مستوى أداء اللاعب فى المنافسة (16: 98).
ويؤكد "على عسكر "(1998م) على ان التعرض المستمر للضغوط يساهم فى اجهاد العضلات هذا بالاضافة الى ضعف الجهاز المناعى والدورى للفرد (49:12).
وفى هذا الصدد يشير" محمد العربى شمعون وماجدة محمد اسماعيل "(2001 م) الى أن الضغوط النفسية بشقيها الانفعالى والعقلى تعتبر من أهم اسباب عدم وصول اللاعب الى مستوى يقترب من الحد الاقصى لقدراته، كما تمثل شدة ودرجة الضغوط أهمية قصوى فى تحديد طرق مواجهتها والتغلب عليها (15: 211).
وترى "سامية الهجرسى " (2004 م) أن ممارسة التمرينات تساعد على رفع الكفاءة الفسيولوجية والبدنية، وتعمل على الوقاية أو التخفيف من الاصابة بأمراض العصر المتعددة التى تأتى نتاج الضغوط المتزايدة ، والتى تفرض نفسها كملوثات الصحة النفسية والبدنية ويتعذر تجنبها كالتوتر والاجهاد العصبى ( 5: 34 ).
وقد ظهر حديثا نوع من التمرينات يعرف باسم "بيلاتس"، وقد أسس هذه التمرينات "جوزيف بيلاتس" على أساس ان العقل والبدن وحدة متشابكة، وصمم تلك التمرينات حول المبادئ التى تدعم هذه الفلسفه بما فيها من تركيز على قوة الجسم والدقة والتحكم فى النفس، وهى تشمل على تمرينات لمرونة الجسم تتخللها فترات التهدئه والاسترخاء(24)
وتشير " كارون كارتر Karon Karter " (2001م ) الى ان تمرينات البيلاتس تؤدى الى تحسن عمل الرئتين والقلب والاوعية الدموية مع زيادة القوة والاطالة العضلية ،بالاضافة الى ذلك فهى تعمل على تخفيف حدة التوتر واعتدال المزاج وازالة الضغوط (21: 17).
ويذكر مسعد محمود (2003م ) أن المصارعة من الرياضات التي تحتوى على العديد من المهارات سواء الهجومية أو الدفاعية وهي عبارة عن منازلة بين فردين يحاول كل منهما تحقيق السيطرة والفوز على الأخر من خلال استخدام مختلف المسكات والرميات التي تهدف إلى تحقيق لمسه الكتفين أو النقاط في إطار القواعد والقوانين الدولية. (19،3)
1. *** مسعـد علـي محمود(2003م):موسوعة المصارعة الرومانية والحرة للهواة (تعليم – تدريب – إدارة– تحكيم)، دار الكتب القومية، المنصورة. ص35
وطبيعة الأداء في رياضة المصارعة تتميز بالسرعة في حالات الجمل الحركية الهجومية أو الهجوم المضاد، وبالبطء في الأداء أثناء الاستعداد للهجوم والتفكير في بناء الخطط ، وبجانب أنها رياضة بدنية فهي رياضة تكتيكية لها مهارات ذهنية (عقلية) عالية المستوى وخاصة لدى المستويات العليا، وطالما استكمل المصارع لياقته البدنية وتدرب على الأوضاع الأساسية وأداء الحركات المختلفة بحيث يتم أداؤها بطريقة شبه آلية دون التركيز في التفكير في تنفيذ الخطط وتغييرها، وتعديلها ووضع الخطط الهجومية المضادة تبعا لتحركات منافسه وتحليله لخططه،
ويشير بيرجر Berger (2003م) أن المصارع يحتاج إلي عناصر لياقة بدنية خاصة برياضة المصارعة لتحقيق الأداء الأمثل حيث يظل في حركة مستمرة أثناء المنافسة وأحيانا تكون الحركة بطيئة أو سريعة ويشترك في الصراع كل من عنصر المرونة والتحمل العضلي والقوة العضلية.(82: 260)
ويذكر لارسون Larson (1974م) أن المصارع يحتاج إلي عناصر المرونة والتحمل العضلي والقوة العضلية بدرجة كبيرة حيث أعطي كل من هذه العناصر 3درجات وهي أعلي درجة في مقياس تقديره. (108: 385)
• الفئات العمرية في رياضية المصارعة .
1- المرحلة الأولي " طلاب المدارس "School boys 14-15 سنة، أقل من 13 سنة يلزم شهادة طبية وموافقة ولي الأمر.
2- المرحلة الثانية "الأشبال Cadets (16-17) أقل من 15 سنة يلزم شهادة طبية وموافقة ولي الأمر
3- المرحلة الثالثة "الشباب" Juniors( 18-20 سنة ) أقل من 17 يلزم شهادة طبية وموافقة ولي الأمر
4- المرحلة الرابعة "الكبار" Seniors من سنة 20 سنة فأكثر
5- قدامي المصارعين veterans اكبر من 35 سنة
ويوضح كمبس وفرانك Cambs & Frank (1999م) أنه لا يوجد رياضي وخاصة المصارع يمكن أن ينمي جزءا من جسمه دون جزء آخر أو عنصر من عناصر اللياقة البدنية دون عنصر آخر، فالقوة العضلية والتحمل العضلي والسرعة والمرونة كلها عناصر أساسية يتميز بها المصارعون الأكفاء.(102: 112)
ويري كمال درويش ، ومحمد صبحي حسنين (1984م) أن قوة الذراعين والرجلين والجذع من المتطلبات الرئيسية للاعبي المصارعة.(48: 41،42)
ويوضح هارا Hara (1971م) أنه يجب الاهتمام بالأنواع المختلفة من القوة العضلية للمصارع نظرا لما يتميز به الصراع من بذل قدر عالي من القوة للتغلب علي المقاومة الشديدة ولوقت قصير .(95: 39)
ويضيف جيرمان وهانلي Jerman, Hanly (2001م) إن المصارع يحتاج إلي قدر كبير من القوة العضلية حتى يتمكن من أداء مهارات الرفع Lifting بطريقة ملائمة وقدرة عالية.(100: 14،15)
ويؤكد كل من نوفش وتيلور Novich, Taylor (2002م) علي أهمية القوة العضلية في نجاح وتقدم المصارع وإسهامها أيضا في إكسابه الأداء الجيد لمهارات المصارعة كما يوصون بالتركيز علي تنمية القوة العضلية من خلال برامج التدريب إلي أعلي مستوي ممكن.(117: 112)
ويتفق كل من راش وكرول Rasch, Kroll (2007م) وفالنتين Valentine (1999م) وتوماس Thomas (2010م) وستون وكرول Stone, Kroll (2005م) وميدجلي وآخرون Midgly and Others (1982م) علي أن القوة العضلية من أهم عناصر اللياقة البدنية الخاصة للمصارعين والتي يحتاجها المصارع لتأدية المتطلبات البدنية أو المهارية للمصارعة سواء في التدريب أو المنافسة.
(120: 10) (129: 75) (126: 33) (125: 175) (115: 387)
يشير ايهاب حامد البراوى (1998م) الى أن المصارعه تعد من الرياضات التى تتطلب قدرات بدنيه خاصة، كما أنها تحتاج الى جسم متكامل التكوين والإعداد بحيث يستطيع المصارع اداء الحركات الفنية بثبات وفاعليه خلال المباراة.(10 : 1 )
ويؤكد سليمان على إبراهيم (د.ت) على أن الإعداد البدنى فى المصارعة تزداد أهميته من عام إلى أخر وذلك لارتباطه بطبيعة الأداء الذى يتم فى مواقف ديناميكية معقده بالإضافة إلى النواحى الفنية المختلفة. ( 15 : 12، 13 )
ويتفق كلا من السعيد علي ندا و محمد الكيلاني (د.ت) على أن الإعداد البدني الجيد في المصارعة يساعد على بناء اللياقة البدنية الخاصة التى تعتبر ضرورية لدعم الاداء الناجح في المباريات.(5 : 47 )
ويشير جيرمان وهانلىJerman & Hanley (1983م) الى انه من الضرورى أن يتمتع لاعب المصارعه بمستوى عال من اللياقة البدنية حيث أنها تتطلب من ممارسيها جهدا كبيرا كما أن الكفاءة البدنية تعد من العوامل التى تساعد المصارع على تحقيق الفوز، وانها تعمل على تحسين القوة والمرونة والرشاقة وباقى مكونات اللياقة البدنية. (67 :14،15)
مشكلة الدراسة:
ومن خلال العرض السابق وايضا من خلال خبرة الباحث العملية كلاعب ومدرب والاكاديمية كمدرس لمادة المصارعة بكلية التربية الرياضية ، وجد أن فترة ما قبل النافسة هى تعتبر من أهم الفترات المؤثرة على نتاج ومكتسبات الموسم التدريبى ككل – حيث ان التحضير والتجهيز لما من اكثر المراحل فى الموسم التدريبى أهمية ولا تقل عن فترة المنافسات والتى تعتبر الاختبار الحقيقى للفورمة الرياضية للاعب ، وقد تبين أن فترة ما قبل النافسة هى الفترة التى ترتبط باللاعب من الناحية النفسية وأن الاهتمام بالجانب النفسى له كبير الأثر فى نجاح هذه الفترة ومنها نجاح أهداف الموسم التدريبى ككل ، لأنه وفى أغلب الأمر ينتج عنها ضغوط نفسية يتعرض لها اللاعب قبل المنافسة توصله لمرحلة الإجهاد العصبى السلبى لذا فقد توصل الباحث الى ان تنفيذ جزء بدنى يحتوى على تدريبات البيلاتس والتى تتميز بشدة إداء متوسطة او اقل من المتوسطة وبأحجام تدريبية منخفضة وهو ما يتوافق مع المتطلبات البدنية لهذه الفترة( فترة ما قبل المنافسة) حيث يزيد فيها الناحية المهارية وتقل فيها الناحية البدنية وتسمى هذه الفترة بفترة عدم التحميل ، والتى فيها يتعرض له اللاعب فى هذه الفترة من ضغوط وقلق وتوتر نتيجة للمنافسة مما يؤدى الى انخفاض المستوى المهارى له وبدوره فقد الآداء الفنى لذلك اقترح الباحث تنفيذ برنامج حديث يعمل على خفض حدة التوتر والإجهاد العصبى لإخراج الحد الأقصى من قدرات اللاعبين لرفع مستوى الآداء المهارى والذى كان نتاجا لرفع المستوى البدنى .
الموسم الرياضى يتكون من :
اولا : الاعداد ويتكون من :-
1- العام (التكيف التشريحى)
2- الخاص
أ- القوة الرئيسية (القوة القصوى)
ب-مرحلة التحول (نوع القوة الخاصة بالنشاط)
ثانيا : فترة المنافسات وتتكون من :-
1- قبل المنافسة (منطقة عدم التحميل)
2- اثناءالمنافسة (المحافظة على مكتسبات الصفات)
ثالثا : الفترة الأنتقالية :-
( الفقدان النسبى للفورمة الرياضية )
و كانت فترة البرنامج المقترح تحديدا فى نهاية فترةالاعداد الخاص ( مرحلة التحول لنوع القوة الخاصة بالنشاط ) و مرورا بفترة ما قبل المنافسة (منطقة عدم التحميل )
|