المعلم والصحة النفسية: تحديات من أجل المصالحة والاتساق
المؤتمر العلمى لقسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة بنها : "الصحة النفسية : نحو حياة أفضل للجميع العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة" 17-18 يوليو 2011 ، 323-328
دفعا لعجلة التقدم وانطلاقا من العلاقة الأساسية بين الصحة النفسية والتنمية البشرية فى جوانب الحياة المختلفة، وتأكيدا لدور المدرسة والمعلم فى دعم الصحة النفسية من أجل حياة أفضل تناقش الورقة الحالية تحديات تفرضها رؤى الصحة النفسية على المعلم إذ ينهض بدوره المهنى والإنسانى، وذلك كما يلى:
أولا:المعلم والصحة النفسية... تحديات من أجل المصالحة والاتساق
ثانيا: آفاق مستقبلية
للمعلم دور لا يقبل الجدل ولا تختلف عليه الآراء، غير أنه وفى عصر العولمة التى طالت تأثيراتها كافة مجالات الحياة المعاصرة تشير الأدبيات التربوية إلى تنامى أدوار المعلم بشكل مضطرد وتغيرها بدرجة أكبر مما ألفناه فى الماضى نتيجة متغيرات عديدة، ربما أهمها المتغيرات التكنولوجية المنبثقة من ثورة المعلومات والتقنية الحديثة، وانطلاقا من رؤية استشرافية ترسم الطريق نحو المستقبل وتنبىء بما يجب أن يكون عليه الواقع المعاش، وفى ظل ظروف قائمة وتغيرات متوقعة فإن الورقة الحالية تلقى الضوء على المعلم ودوره فى ضوء محددات الصحة النفسية التى تحدد ملامح شخصيته إنسانيا ومهنيا فى تطلع إلى معلم مسئول وملتزم و قادر على فهم واستيعاب متطلبات النمو الإنسانى واحتياجاته، واع وصاحب ضمير يقظ، صبور حليم ومتعدد المواهب، صاحب شخصية خلاقة ومعرفة واسعة واهتمامات متنوعة، وامكانات تستوعب الأساس النظرى والقدرة العملية لمهنة التدريس المقدسة فى مواجهة هيمنة الثقافة الواحدة وتهميش الثقافات الأخرى، وفى مواجهة صدام الحضارات والاتجاه المتزايد نحو اغتراب الانسان المعاصر وعدم قدرته على التحكم فى التحولات من حوله، وعجزه عن مسايرة ركب المستجدات السريعة المتلاحقة، فى مواجهة محاولات العبث بالقيم والتاريخ والتراث، على أن تجيب الورقة الحالية فى نهاية العرض على تساؤل محدد: هل بإمكان المعلم أن ينهض بدور جديد يحقق من خلاله تحديثا حقيقيا لمؤسساتنا التربوية والثقافية؟ وما الثمن الذى سيدفعه المعلم وما المكاسب التى سيجنيها وإلا وجد نفسه يركب قطارا فى اتجاه معاكس؟ وماهى الفرص الواجب استثمارها والمخاطر الواجب مواجهتها بقلب جسور وإرادة قوية؟.
وتناقش الورقة تحديات تواجه المعلم من أجل المصالحة والاتساق كما تقررها محددات الصحة النفسية فى عالم سريع التغير يفرض التأسيس لمهارات التفكير العلمى والتأملى والناقد، والتخطيط والتجريب على أسس علمية، وملاحقة المستجدات العلمية والتقنية، وإعداد الدراسات المستقبلية التى تخاطب الإرادة والإنسانية وتحفز على الإبداع، ويبقى السؤال بعد ذلك: كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ إن وراء كل أمة عظيمة تربية
عظيمة ووراء كل تربية عظيمة أخلاقيات رفيعة، ومن المتوقع أن يشجع استخدام الوسائل التكنولوجية فائقة التداخل قدرات التفكير والتأمل والأحكام الشخصية للمتعلم المسئول عن تنظيم المعلومات وتحليلها، وتعاظم دور المعلم فى تطوير المناهج التعليمية وتطوير المكتبات وتوفير الأجواء الإيجابية لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى التعليم.
كما تتطلع الورقة الحالية إلى أفق مستقبلى عريض لمعلم يتمتع بالكفاءة التكنولوجية فى عصر الإنترنت يواكب كل ما هو جديد ويتعامل مع ثورة المعلومات على قدم وساق ويوظف مهاراته فى اللحاق بها، ويصمم بيئات التعلم الإفتراضية التى تتسم بالنشاط والإبتكارية وتعود على المبادأة والمبادرة وتحمل المسئولية والمشاركة فى صنع القرار، وفى عصر يتسم بالتغير المعرفى والتكنولوجى السريع يتحول دور المعلم إلى مخطط للعملية التعليمية ومصمم لمواقع التعليم، ومنظم ومحلل وموجه لمواقف التعلم، يدير المنهج ويثرى أنشطته ويتعاون مع طلابه للوصول إلى مواقع الإنترنت التى صممت لمساعدتهم على غزو فضاء المعلومات التقنى بالبحث فى المكتبات الإلكترونية واستخدام البريد الإلكترونى .
|
