صراع الدور وأخلاقيات التدريس لدى معلمى المرحلة الثانوية فى ضوء بعض المتغيرات الشخصية والمهنية
مجلة كلية التربية ببنها ، جامعة الزقازيق ، عدد أكتوبر 2003 ، 11- 61
صراع الدور وأخلاقيات التدريس لدى معلمي المرحلة الثانوية في ضوء بعض المتغيرات الشخصية والمهنية.
إن المعلم الكفء هو طاقة الإبداع في العملية التربوية، تصلح بصلاحه وتهن بوهنه، فهو المثل الأعلى لطلابه في المظهر والقول والعمل، مسئول عن حجرة الدراسة وعن جعلها مناخا صالحا لازدهار ابتكارهم وابداعهم، أو متاهة تضيع فيها وتنطفئ مواهبهم، كما أنه مسئول أيضا عن تطوير تخصصه العلمي والمهني. وتركز الدراسة الحالية على صراع الدور وأخلاقيات التدريس لدى معلم المرحلة الثانوية في ضوء بعض المتغيرات الشخصية والمهنية (الجنس، الخبرة، التأهيل التربوي)، وتحددت مشكلة الدراسة في كونها واحدة من أهم القاضيات الجدلية الإوهي التضمينات الأخلاقية للأدوار المختلفة التي يقوم بها المعلم، وتمثلت أهميتها في كونها محاولة علمية لدراسة ما يواجهه المعلم من صراع الأدوار في ظل تطور تكنولوجي سريع يتطلب منه ارتقاء في مهاراته وقدراته على ما يلتزم به من أخلاقيات العمل التدريس في مواجهة هيمنة الثقافة الواحدة، وعلى المستوى التطبيقي تمثلت أهميتها في أمكانية أفاده المعلمين إزاء قيامهم بالنهوض بأدوارهم ومراعاة أخلاقيات المهنة وتجنب الصراع، وتزويد المكتبة العربية بأدوات قياس جديدة لمتغيرات الدراسة في ضوء الخلفية النظرية.
وتمثلت فروض الدراسة التي انطلقت من الاطار النظري ونتائج الدراسات السابقة فيما يلي:
توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين معلمي المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس صراع الدور.
توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين معلمي ومعلمات المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس أخلاقيات التدريس.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات الخبرة لدى معلمي المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس صراع الدور.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات الخبرة لدى معلمي ومعلمات المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس أخلاقيات التدريس.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المؤهلين وغير المؤهلين من معلمي ومعلمات المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس صراع الدور.
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المؤهلين وغير المؤهلين من معلمي ومعلمات المدرسة الثانوية في متوسط درجاتهم على مقياس أخلاقيات التدريس.
يوجد تأثير دال إحصائيا للتفاعلات الثنائية بين كل من الجنس والخبرة والمؤهل التربوي في مقياس صراع الدور.
يوجد تأثير دال إحصائيا للتفاعلات الثنائية والثلاثية بين كل من الجنس والخبرة والمؤهل التربوي في مقياس أخلاقيات التدريس.
والدراسة الحالية وصفية تحليلية قائمة على رصد وتحليل واقع المشكلة باستخدام أداتين القياس صراع الدور وأخلاقيات التدريس من إعداد الباحثة، حيث تم التحقق من صلاحيتها السيكومترية وتقدينها بحساب معاملات الصدق والثبات وكشفت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذكور والإناث من المعلمين في صراع الدور وذلك لصالح الاناث اللاتي تعانين من صراع أعمق من صراع الدور يتمثل في صراع بين الاعتمادية والاستقلالية، بين احترام الذات والثقة بالنفس وبين محددات ثقافية تعرقل انطلاق المعلمين والمعلمات في إدراكهم وتعاملهم مع مواجهة تحديات العمل، وجاءت النتائج تشير عدم وجود فروق بين المعلمين غير ذات علاقة دالة بمعاناتهم من صراع الدور، أما الأقدم فإن وعيهم المتعمق في إطار الممارسة اليومية المستمرة لسنوات طويلة يدفعهم إلى حوارات تأملية واقعية تزيد من وعيهم وتنقذهم من براثن المعاناة منن صراع الدور، بينما أضافت سنوات الخبرة الأعلى إلى المعلمين اطارا عقلانيا منطقيا تجعلهم يقاربون في توجهاتهم وقراراتهم أصحاب الفلسفات التربوية وعلماء التربية وصناع القرار والسياسة التربوية عند التصدي لمواجهة وحل مواقف الأزمات الأخلاقية، أما عن الفروق بين المؤهلين وغير المؤهلين من المعلمين والمعلمات في ادراكاتهم لصراع الدور فقد جاءت النتائج تخالف توقعات الواقع التربوي لاتي تستشرف في التأهيل التربوي فرصة لأعداد المعلم ورفع كفايته في التعهد بالوفاء بالالتزامات والنهوض بالمسئوليات، واستخدام كافة المصادر الادارية والفنية والمهنية المتاحة، الأمر الذي قد يشعر غير المؤهلين بدرجة أكبر من المعاناة من صراع الدور، هذا عن التوقعات أما لسان حالهم فإن المؤهلين وغير المؤهلين يعيشون حالة من الصراعة والانهماك لا يختلف معها كونهم قد تم تأهيلهم تربويا أم لا، بينما كان للتأهيل التربوي دوره في زيادة استبصار المعلمين بأخلاقيات مهنة التدريس والتزاماتها الأخلاقية، فلئن كان التأهيل التربوي لا ينقذ المعلمين من المعاناة من صراع الدور إلا ايه بلا شك عامل حاسم في اكسابهم الوعي بالدستور الأخلاقي للمهنة وأبعادها القيمية، وقد جاءت نتائج متغيرات الدراسة غير ذات علاقة تفاعلية دالة على صراع الدور وهو ماتفسره الأدبيات التربوية بالرجوع إلى قدرة المعلم على الابتكار والخلق ونفاذ البصيرة وإعادة الاستبصار بطبيعة الأدوار والصراع القائم بينها، كما كانت غير دالة كذلك على مستوى أخلاقيات التدريس لأن المعلمين اختاروا وسيظلون يختارون دائمات الأخلاقيات مرجعا لهم وأسلوبا لحياتهم، هذا وقد كشفت نتائج الدراسة الحالية عن واقع مناخنا التربوي الحالي الذي يحتاج إلى إعادة بناء مفاهيمه التربوية في ضوء مواقف الأزمات التي يعيشها المعلمون بعد أن أصبحوا على غير ثقة من أنهم يمارسون ذلك الدور الأخلاقي المنشود تجاه تلاميذهم رغم ما يتقاسمونه من نصيب قيمي أخلاقي كشفت عنه نتائج الدراسة، نصيب قوامه الثقة والعدالة والاهتمام وتحمل المسئولية والاحترام، كما كشفت نتائج الدراسة عن أن المواجهة التربوية اليومية لصراعات الادوار تجبر المعلمين على الانفتاح على وجهات نظر مختلفة، وعلى أن يكونوا أكثر مرونة وأن يوسعوا ويدعموا مصادرهم الشخصية، فالقدرة على أن يتحرك الفرد إلى ما وراء حدوده وأن يكون مرنا في استجاباته لوجهات نظر الأخرين هي أهم نتائج صراع الدور الإيجابية رغم ما يستغرقه ذلك من وقت، فالنتائج تكون لصالح العمل، ذلك أن صراع الدور مصدر استثاره للطاقة وحافز على الجهد والتسامح مع وجهات النظر المتناقضة لأدوار عديدة، وبذلك تكون قد اكتملت صورة المعلم صاحب الأثر السيكولوجي الأخلاقي الواضح في طلابه عقليا وانفعاليا واجتماعيا، والقدوة التي تتحرك ناقلة القيم والمبادئ، ناهضة بأدوار عديدة ومتنوعة، ومهما تباينت بيئة الفصل ما بين التماسك والتباين والشكلية، والديمقراطية والتنافس وغيرها من أشكال التفاعل، فإن الالمام بكافة المعارف المرتبطة بمجال المهنة والتخصص هو ما يجب أن يسعى إليه كل معلم، وقد تسلح بالأمانة والعدالة والالتزام الأخلاقي أيا كان الدور الذي ينهض به، واضعا في اعتباره قضايا هامة منها: الفروق الفردية، اختلافات الأدوار، العمر، الجنس، صعوبات التعلم، ......... وبذلك ينال باستحقاقية احترام وتكريم كل من يتعامل معه.
|