النرجسية وعلاقتها بالعدائية لدى عينة من طلاب الجامعة
جامعة الزقازيق، مجلة كلية التربية بالزقازيق ، العدد 51، مايو 2005،1-71
ينفتح مفهوم النرجسية على مكونات معرفية ووجدانية وسلوكية، وعلى أشكال متنوعة من العلاقات التي تنفتح بدورها على محاولات ومستويات عدة من التحليل والتفسير، وقد تناولته دراسات العلوم الاجتماعية بدءا من دراسات وولف (1976) Wolfe، لاتش (1979) Lasche، بينما أورد فرويد في مؤلفه "في النرجسية" “On Narcissism”(1914) النرجسية باعتبارها حقيقة انسانية ذات ديناميات مؤثرة على دافعية الفرد وتوجهاته. ولا تزال النرجسية موضوعا للعديد من الدراسات التي تختبر دورها في إدراك وتحديد النشاطات المختلفة التي تتعلق بشخصية الفرد ومساعيه وأهدافه، وقد أصبحت أكثر جذبا للدارسين بعد أن أوردت الجمعية الأمريكية للطلب النفسي اضطراب الشخصية النرجسية باعتباره اضطرابا أوليا مميزا العام (1980)، وحددت محكاته التي سوف تتم الإشارة اليها لاحقا في العرض النظري للدراسة وقد استهدفت الدراسة الحالية إلقاء الضوء على هذا المكون السيكولوجي الذي لم يحظ بالقدر الموازي من الاهتمام على مستوى الدراسات العربية مع مثيله في الدراسات الأجنبية، وتمثلت أهميتها في تناولها للنرجسية كعملية دينامية تشتمل على مكونات معرفية وانفعالية واجتماعية تسهم في بناء الذات وتحديد علاقات الفرد بالآخرين، جنبا إلى جنب مع متغير آخر هو العدائية، الأمر الذي يساعد في وضع تصور نموذج دينامي في بناء وتنظيم الذات يفسر كثيرا من تناقضات الشخصية النرجسية، ويمكننا من أن نفهم كيف يدرك ويشعر ويسلك الشخصي النرجسي. أما أهميتها التطبيقية فتمثلت في مخاطبة القائمين على المهتمين بمقومات التوافق السوى للفرد، وبخاصة الآباء والمعلمين، الذي يقدمون لنا أفرادا قادرين على استثمار طاقاتهم الخلافة البناءة، كما تقدم إطارا نظريا حول متغيريين سيكولوجيين لم تتناولهما الكثير من الدراسات العربية (النرجسية والعدائية)- في حدود علم الباحثة- إضافة إلى الاضطلاع ببناء مقياس لكل منهما في ضوء نموذج بناء الذات كما تحددت دينامياته خلال العرض النظري، وتحــددت فـــروض الدراســــة فيمــــا يلــــي:
1- توجد فروق بين الجنسين في متوسطات درجات النرجسية بأبعادها المختلفة.
2- توجد فروق بين الجنسين في متوسطات درجات العدائية بأبعادها المختلفة.
3- لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات النرجسية السوية والعدائية بمختلف أبعادها لدى كل من الجنسين.
4- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات النرجسية الظاهرة والعدائية بمختلف أبعادها لدى كل من الجنسين.
5- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات النرجسية والعدائية بمختلف أبعادها لدى كل من الجنسين.
وتكونت عينه الدراسة الاستطلاعية من (84) من طلاب الجامعة، أما عينه الدراسة النهائية فتكونت من (250) من طلاب الجامعة: (150) من الإناث، (100) من الذكور، تتراوح أعمارهم بين (18-22)، بمتوسط عمري بلغ 20.9، وأعدت الباحثة مقياسا للنرجسية وآخر للعدائية وقامت بالتحقق من الصلاحية السيكومترية لكل منهما، واستخدمت الدراسية مهجا وصفيا ارتباطيا قائما على رصد وتحليل واقع الظاهرة السيكولوجية، وجاء في نتائج الدراسة التحقق من وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث على مقياس النرجسية في بعديه النرجسية السوية والنرجسية الظاهرة لصالح الذكور وعدم وجود فروق على بعد النرجسية الخفية، كما إشارات النتائج إلى وجود فروق بين الذكور والإناث على مقياس العدائية في كل من العدائية السلوكية وفي المجموع الكلي لصالح الذكور، كما أوضحت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية سالبة ودالة إحصائية بين درجات النرجسية السوية لدى الإناث بين الذكور والإناث والعدائية في بعدها الأول والثاني وفي المجموع الكلي وعدم وجود علاقة ارتباطية دالة بمختلف أبعادها وكذا المجموع الكلي، وتحقق من النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين النرجسية الظاهرة والعدائية السلوكية (العدوائية) وهي نتيجة تؤيد في جميع اشاراتها التصور السيكولوجي للشخصية النرجسية كما أشارت إليه الدراسة الحالية، بينما تحقق وجود علاقة إيجابية دالة احصائيا بين درجات النرجسية الخلفية والعدائية بمختلف أبعادها وكذا في المجموع الكلي لكل من الجنسين وعدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين النرجسية الخلفية والعدائية السلوكية.
|
