المعهد القومى للقياس والمعايرة ودوره فى النشر الأكاديمى : دراسة ببليومترية
يعتبر النشر الأكاديمي أهم قطاع من قطاعات النشر في أي دولة؛ لأنه يقوم على مؤسسات تتصف بالصفة الأكاديمية غير الربحية مثل الجامعات ومراكز البحوث وكبرى المكتبات وأجهزة الدولة المعنية بنشر البحوث فى مجالات اختصاصها، وبرغم هذه الأهمية فإن الإنتاج الفكري الصادر عن تلك المؤسسات يفلت أساساً من الضبط الببليوجرافي كما يفلت أيضاً من منافذ التسويق التي يتخذها الكتاب العادي ومن ثم لا يكاد ينتفع بهذا الإنتاج الفكري إلا قلة قليلة ذات صلة بالمؤلفين أو المؤسسات، ويعد المعهد القومى للقياس والمعايرة أحد تلك المؤسسات التى تضطلع بمهمة القيام بنشر الإنتاج الفكرى وبالرغم من قدم تاريخ إنشائه الذى يعود إلى عام 1962 إلا إن نشاطه فى النشر الاكاديمى لم تمتد له يد البحث والتنقيب للكشف عن دوره فى النشر الاكاديمى وحصيلة الإنتاج الفكرى الذى نشره، لذلك تهدف الدراسة إلي التعرف على المعهد القومى للقياس والمعايرة كأحد المؤسسات الأكاديمية التي لديها برامج نشر أكاديمي، كذلك إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافية بالإنتاج الفكرى الذى ينشره المعهد والباحثون العاملون به مع تحليل الاتجاهات العددية والنوعية لهذا الإنتاج. وذلك باستخدام المنهج الميداني الذي يكفل القدرة على تشخيص الظواهر وتفسيرها لقياس حركة النشر الأكاديمي لمعهد القياس والمعايرة، وكذلك تعتمد الدراسة على المنهج الببليوجرافي الببليومتري الذي يعنى بتطبيق الطرق الرياضية والإحصائية على الإنتاج الفكرى ويقوم هذا المنهج على أعداد القوائم الببليوجرافية التي تحصر وتعرف بالإنتاج الفكري، ودراسة الاتجاهات العددية والنوعية لها، وقد استعانت الباحثة بذلك المنهج في دراسة الاتجاهات النوعية والعددية للإنتاج الفكري للباحثين بمعهد القياس والمعايرة بهدف التعرف على طبيعته وسماته، وذلك عن طريق إعداد قاعدة بيانات ببليوجرافية بالإنتاج الفكري للمعهد القومى للقياس والمعايرة منذ عام 1962 م حتى عام 2014 م، أعدتها الباحثة لحصر وتسجيل الإنتاج الفكري. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج منها عدم وجود إدارة أو قسم مستقل خاص بالنشر العلمي للمعهد، تعنى بشئونه والإشراف عليه وتطويره وما إلى ذلك، ولا وجود لدورية متخصصة تابعة للمعهد ولا يقوم المعهد بنشر كتب أو دراسات متخصصة بل يقوم الباحثون التابعون له بنشر أبحاثهم فى المجلات العلمية العربية والأجنبية.
|