أولاً: المقدمة :
أدت هجرة السكان من الريف إلى الحضر إلى ظهور نمو فى المناطق العشوائية ،إنعكاسا للأزمة الحضرية الناتجة عن التحضر السريع ،فقد شهدت مصر خلال الستينات تغيرات اقتصادية بفعل اتساع حركة التصنيع، وتحسن البنية الأساسية، والظروف المعيشية فى المدن، الأمر الذى أدى إلى تزايد تيار الهجرة من الريف إلى الحضر بحثاً عن فرص العمل والخدمات . ونتيجة لعدم توافر الإمكانيات الإسكانية والمالية لإستيعاب هذه الأعداد اضطر الكثير منهم إلى اللجوء إلى أطراف المدن ووضع اليد على الأراضى المملوكة للدولة والتحايل على قوانين الدولة ، وبناء المناطق العشوائية الغير مخططة والمتدهورة والمفتقرة للعديد من الخدمات والتى تعانى من مشاكل عديدة (صحية- وبيئية- واقتصادية – واجتماعية – وترفيهية) لذلك فقد لجأ الفقراء القانطين بالأحياء العشوائية إلى استخدام آليات عديدة للتحايل على المعايش والتكيف مع الفقر وهى :
- التحايل على المعايش بالطرق المشروعة .
- التحايل على المعايش بالطرق غير المشروعة .
- التحايل على المعايش بإستخدام التراث الشعبى .
- التحايل على المعايش ولكن بالتمرد والخروج على الفقر ،وذلك باللجوء إلى الثورة والتمرد لتغيير هذا الوضع المؤلم .
ثانيا أهداف الدراسة :
1- التعرف على مدى تأثير الملامح الأيكلوجية للمناطق العشوائية على الخصائص الاجتماعية والثقافية لسكانها.
2- الكشف عن تأثير الملامح الأيكولوجية للمناطق العشوائية على أساليب التحايل على المعايش.
3- الكشف عن ثمة علاقة تربط بين الخصائص الاجتماعية والثقافية لسكان المناطق العشوائية، وبين أساليبهم المتبعة للتحايل على المعايش.
4- الكشف عن تأثير السياسات الاقتصادية والاجتماعية على أساليب التحايل على المعايش.
5- التعرف على نمط التكيف السائد لدى سكان المناطق العشوائية كما تعكسها الأساليب التي يتخذها هؤلاء للتحايل على المعايش.
6- الكشف عن تأثير آليات التبعية للنظام الرأسمالي العالمي على أساليب التحايل على المعايش لسكان المنطقة العشوائية.
7- الكشف عن دور مؤسسات المجتمع المدني وأسلوب الدولة في مواجهة ظاهرة الفقر والتهميش داخل المناطق العشوائية.
ثالثا تساؤلات الدراسة:
التساؤل الأول: ما الملامح الأيكولوجية للمنطقة العشوائية موضوع الدراسة؟.
التساؤل الثاني: هل تلعب الملامح الأيكولوجية للمنطقة دورًا في تشكيل الخصائص الاجتماعية والثقافية لسكانها؟.
التساؤل الثالث: هل ثمة علاقة بين الطبيعة الأيكولوجية للمنطقة العشوائية وبين انتشار أساليب محددة للتحايل على المعايش؟.
التساؤل الرابع: هل ثمة علاقة تربط بين الخصائص الاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة العشوائية، وبين طبيعة الأساليب المُتبعة للتحايل على المعايش؟.
التساؤل الخامس: كيف يؤثر نمط السياسات الاقتصادية والاجتماعية للنظام الحاكم على طبيعة الأساليب المتبعة للتحايل على المعايش داخل المنطقة العشوائية موضوع الدراسة؟.
التساؤل السادس: ما طبيعة نمط التكيف السائد لدى سكان المنطقة العشوائية موضوع الدراسة، كما تعكسها أساليب التحايل على المعايش لدى هؤلاء السكان؟.
وينقسم هذا التساؤل إلى ثلاثة أسئلة فرعية؛ تجيب في مجموعها عن هذا التساؤل السادس من الدراسة وذلك على النحو التالي:
أ- إلى أي مدى تعكس أساليب التحايل على المعايش لدى سكان المناطق العشوائية موضوع الدراسة تكيفًا كاملًا للمُتحايل على واقعه المأزوم من حيث القبول والرضا بهذا الواقع على حاله، ومُحاولة التكيف معه؟.
ب- إلى أي مدى تعكس أساليب التحايل على المعايش تكيفًا ناقصًا للمُتحايل مع واقعه من حيث عدم القبول الكامل لهذا الواقع المأزوم والتمرد عليه أحيانًا، أو الاندفاع نحو ممارسات سلبية أو أنشطة غير مشروعة أحيانًا أخرى؟.
ج- إلى أي مدى تعكس أساليب التحايل على المعايش عدم تكيف المتحايل مع واقعه؛ من حيث رفض هذا الواقع تمامًا، ومقاومته والسعي نحو تغييره؟.
التساؤل السابع: إلى أي مدى تؤثر العوامل والظروف الموضوعية -الداخلية: أي الاقتصادية والاجتماعية السائدة داخل المجتمع المصري، والخارجية: المتمثلة فى تبعية المجتمع المصري- على نمط التكيف السائد لدى سكان المنطقة العشوائية؟.
التساؤل الثامن: ما هو دور مؤسسات المجتمع المدني فى تحديد طبيعة أساليب التحايل على المعايش لدى سكان المناطق العشوائية موضوع الدراسة؟.
التساؤل التاسع: ما هو دور الدولة في دعم أو إعاقة أساليب مُعينة للتحايل على المعايش في المنطقة العشوائية موضوع الدراسة؟ وما هو دورها في مواجهة الفقر والتهميش لدى سكان هذه المنطقة؟.
رابعا الإجراءات المنهجية :
تناولت الدراسة أهم المناهج المستخدمة فى دراسة المناطق العشوائية وسكانها ومنها (المنهج الإثنوجرافى ،ومنهج دراسة الحالة ) وذلك لوصفها ، وتحليلها ،وتفسيرها . عن طريق أدوات جمع البيانات وهى (الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة ،والمقابلة المتعمقة، ودليل العمل الميدانى ،والتصوير الفوتوغرافى ،والأنثروبولوجيا المرئية أو الفيلم الوثائقى ).
خامساً نتائج الدراسة :
1) تعتبر المناطق العشوائية تجمعات سكانية نشأت فى غياب التخطيط العام،وخروجا عن القانون وتعديا على أملاك الدولة ،وهى مناطق محرومة من كافة أنواع المرافق والخدمات الأساسية من (مياه ،كهرباء ،صرف صحى ،نظافة )
2) انخفاض مستوى المعيشة لدى سكان المناطق العشوائية حيث يعمل الفرد بأكثر من مهنة لزيادة دخل الأسرة، وأغلبها أعمال غير رسمية هامشية وطفيلية مثل (الباعة المتجولون ،العتالون ،الزبالون ،سائقى الميكروباص والتكاتك ،ماسحوا الأحذية ،السريحة فى الإشارات وعلى الكبارى ،العاملون بورش الخراطة والحدادة والنجارة ،والخدامين فى المنازل)
3) سوء الحالة التعليمية وإزدياد نسبة السكان الأميون نتيجة نقص الخدمات التعليمية.
4) تدنى مستوى المساكن نتيجة لإقترابها من بعضها البعض مع صغرمساحتها وقلة الإضاءة وعدم التهوية.
5) المستوى الردئ لغالبية المساكن العشوائية ،وعدم صلاحية شبكة الصرف الصحى للخدمة والإستعمال ،وحرمان المناطق من خدمات النظافة ،وافتقارها إلى المساحات الخضراء ،وأماكن الترفيه ،وعدم الفصل بين أماكن القمامة ،وأماكن المعيشة اليومية مما يؤدى لانتشار الأمراض والأوبئة وإرتفاع نسبة التلوث مع تدنى المستوى الصحى والاجتماعى
6) لقد لجأ سكان المناطق العشوائية إلى أساليب عديدة للتحايل على المعايش وذلك نتيجة للفقر وضيق الرزق،فمنها أساليب مشروعة ،أوغير مشروعة،أوالتحايل على المعايش بإستخدام التراث الشعبى.
7) المناطق العشوائية مليئة بالفقراء الخاضعين والمستسلمين لفقرهم ،ولكن عندما يصل بهم الحد إلى العجز عن إشباع حاجاتهم سيتمردون على وضعهم ويخرجون على المجتمع،ولكن بصورة بشعة ينهبون ويسرقون ويقضون على الأخضر واليابس ،ولولا أن ثورة 25يناير كانت ثورة شباب فإن الثورة القادمة ستكون ثورة الجياع.
|
