تعد صعوبات التعلم من الموضوعات الهامة فى الوقت الراهن وذلك بسبب تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من تلك الصعوبات مثل (القراءة والكتابة والحساب) وكلما ازدادت تلك الفئة فى المجتمع زاد الإهتمام بها، ومما يزيد من أهمية هذا الموضوع زيادة كثافة أعداد الأطفال فى الصف الواحد حيث وصل العدد إلى 60طفلاً وطفلة أو أكثر فى بعض الأحيان وهذا ما ظهر بوضوح للباحثتان من خلال إشرافهما على مادة التدريب الميداني لطالبات الكلية بالروضات،مما زاد العبئ على المعلمات فى اكتشاف من يعانون من صعوبات فى التعلم،وقد اهتم كثير من الباحثين بمجال صعوبات التعلم بشكل عام وصعوبات الرياضيات بشكل خاص ؛حيث أنها أساس للعديد من العلوم الأخرى ولكن لايزال المجال خصب وفى حاجة لمزيد من الدراسات خاصة تلك الدراسات المتعقلة بصعوبات التعلم الرياضية فى مرحلة الروضة ،وتشير العديد من الدراسات إلى أن صعوبات التعلم التى يعانى منها الأطفال فى المرحلة الإبتدائية وما بعدها يرجع أصلها إلى مرحلة الروضة ولقد أكد على ذلك العديد من الدراسات مثل (سليمان ،2003؛بدر الدين،2009)
لذا فإن إهمال تأجيل التصدي لهذا النوع من المشكلات يمكن أن يؤثر على الصفوف الأولى من المرحلة الإبتداية ويرتبط جزء من مشكلات هؤلاء الأطفال فى مرحلة الروضة بنوعية البرامج والأنشطة التى تقدم لهم لذا لابد من تقديم برامج التدخل المبكر مع طفل الروضة ذوى صعوبات التعلم .
وأكد على ذلك دراسة كلاً من السعيدى(2018)،جاد الرب(2011)،حمادة(2020)،الحفناوى(2017)،عبد الله،2015)،البلوى والعتيبى،2019)،أحمد(2016).
وتتوقف تنمية المفاهيم الرياضية لأطفال الروضة ذوى صعوبات التعلم على عوامل متعددة، من أهمها الطرائق التى تتبعها المعلمة فى تعليمها؛ فكلما كانت طرائق تعلميها وتعلمها متعددة ونشطة وشائقة وواقعية، زادت حصيلة الطفل ذوى صعوبات التعلم من تعلم المفاهيم الرياضية، وجاءت مخرجات تنمية المفاهيم الرياضية للطفل بالمستوى المطلوب لتلك الفئة ،وقد بين العديد من الدراسات فاعلية الإلغاز والأحاجى الأدبية فى قدرتها على تنمية العديد من المهارات والمفاهيم لدى الأطفال ؛حيث تكسبهم القدرة على التفكير بمستوى معين والقيام بالعمليات العقلية والمعرفية وتنظيم بنائى للأفكار بشكل مختلف عن المواقف العادية وهذا بالإضافة إلى شعور الأطفال بالبهجة والنشاط والسرور أثناء تنفيذ مثل هذة الأساليب التعليمية وهذا ما أشارت إلية العديد من الدراسات مثل محمد(2014)،عبد الرحمن(2001)،موسى (2013)،،الزبيدى(2017) ،بهنساوى(2009)،(Smalt,2015),(Rahayn,2015)
؛ مما دفع الباحثتان لمزيد من البحث حول استخدام هذه الأساليب والطرق فى تنمية المفاهيم الرياضية لطفل الروضة ذوى صعوبات التعلم.
وانطلاقاً من كل ما سبق، فإن مشكلة الدراسة تتحدد في وجود قصور في المفاهيم الرياضية لطفل الروضة ذوى صعوبات التعلم، والحاجة إلى استخدام أساليب التعلم النشط التي تؤكد على إيجابية الأطفال أثناء عملية التعلم كالألغاز والأحاجى فى تعلم وتدريب الأطفال، لما لها من تأثير بالغ الأهمية فى تلك المرحلة، وللتغلب على هذه المشكلة وإيجاد حلول لها ينبغى الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:
- "ما فاعلية برنامج قائم الألغاز والأحاجى في تنمية بعض المفاهيم الرياضية لدى طفل الروضه ذوى صعوبات التعلم؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيس عدة أسئلة فرعية، هي كالآتي:
1- ما المفاهيم الرياضية المناسبة لطفل الروضة ذوى صعوبات التعلم؟
2- ما البرنامج المقترح لتنمية بعض المفاهيم الرياضية لدى طفل الروضة ذوى صعوبات التعلم؟
3- ما فعالية البرنامج المقترح لتنمية بعض المفاهيم الرياضية لدى طفل الروضة ذوى صعوبات التعلم باستخدام استراتيجية الألغاز والأحاجى الأدبية ؟
|