أ. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي 0.01 بين الطلاب ذوي أساليب التعلم المختلفة فى التوجه القائم على الأداء/ إحجام لصالح مجموعة ذوى أسلوب التعلم التباعدى.
ب. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين ذوى أسلوب التعلم التلاؤمى، وذوى أسلوب التعلم التقاربى، وذوى أسلوب التعلم التمثيلى فى التوجه القائم على الأداء/ إحجام.
مناقشة النتائج وتفسيرها:
من العرض السابق لنتائج التحليل الإحصائى لفروض الدراسة تجدر الإشارة إلى أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الطلاب ذوى أساليب التعلم المختلفة طبقاً لنموذج التعلم الخبراتى، ويمكن إيجاز تلك الفروق على النحو التالى:
1. يتسم الطلاب ذوى أسلوب التعلم التباعدى، وأسلوب التعلم التلاؤمى بتصورات ذات طبيعة كينونية عن قدراتهم العقلية العامة، فى حين يتسم الطلاب ذوى أسلوب التعلم التمثيلى، وأسلوب التعلم التقاربى بتصورات ذات طبيعة نمائية عن قدراتهم العقلية العامة.
2. يتسم الطلاب ذوى أسلوب التعلم التمثيلى، والطلاب ذوى أسلوب التعلم التقاربى بتوجه دافعى قائم على الإتقان، فى حين يتسم الطلاب ذوى أسلوب التعلم التلاؤمى بتوجه دافعى قائم على الأداء/ إقدام، كما يتسم الطلاب ذوى أسلوب التعلم التباعدى التوجه القائم على الأداء/ إحجام.
ويمكن تفسير تلك النتائج فى إطار طبيعة أساليب التعلم طبقاً لنموذج التعلم الخبراتى لكولب، حيث يرى كولب وبوياتسيس( Kolb & Boyatzis, 2001) أن نموذج كولب يعكس أربع عمليات دائرية تتضمن الخبرة الحسية Concrete )experience CE)، الملاحظة التاملية Reflective Observation ( RO)، التصورات المجردة Abstract Conceptualization( AC)، والتجريب النشط او الفعال Active Experimentation (A E)، وهذه العمليات الأربع متتابعة فى صورة دائرية مستمرة، ويرى سيوتفين(Sutphin, 2003) أن هذه الاستمرارية ترتبط ببعدين رئيسين للتعلم هما: الكيفيه التى يستقبل بها الأفراد المعلومات الجديدة( من خلال الجانب الحسى أو الجانب التجريدى)، والكيفيه التى يتم بها معالجة ما تم استقبالة ( من خلال الملاحظة التاملية أو التجريب الفعال النشط)، ومن هنا فأسلوب التعلم البتاعدى، وأسلوب التعلم التلاؤمى يغلب عليهما الإهتمام بالخبرة الحسية، ومن ثم فالطلاب ذوى هذين الأسلوبين يتسمون بقدرات عقلية محدودة كون نظرتهم إلى قدراتهم العقلية العامة على أنها فطرية وغير قابلة للنمو والتحسين، ويظهر ذلك بوضوح فى سعيهم للتعلم من أجل تحقيق النجاح وتجنب إظهار قدراتهم أمام الأخرين لعدم الشعور بالفشل والظهور بمظهر الدونية أمامهم، خصوصاً للطلاب ذوى أسلوب التعلم التباعدى مقارنة بذوي أسلوب التعلم التلاؤمى الذين يهتمون بالجانب التجريبى فى بعض الوقت إلى جانب الخبرة الحسية ومن هنا فإنهم يقدمون على التعلم كمبادرة منهم للتغلب عن نظرات الفشل، فى حين يقوم كل من: أسلوب التعلم التمثيلى، وأسلوب التعلم التقاربى على التصور الذهنى كون قدراتهم العقلية العامة وإمكاناتهم الذهنية فى حالة تطور مستمر من خلال التدريب والتجريب الفعال والنظرة التأملية للأشياء والأحداث المحيطة، كما أن دافعيتهم للتعلم داخلية قائمة على الإتقان والتعلم من أجل تحقيق أعلى درجات الفهم والاستيعاب للمادة المتعلمة.
كما يمكن تفسير تلك النتائج فى إطار اهتمامات المتعلم أثناء عملية التعلم، فالطلاب ذوى أسلوب التعلم التباعدى يسيطر عليهم الاهتمام بوجهات نظر الآخرين ومحاولة تطبيقها عند التعرض للمواقف والمشكلات المختلفة كون قدراتهم العقلية محدودة وغير قابلة للنمو، ودافعيتهم خارجية، فى حين يسيطر على الطلاب ذوى أسلوب التعلم التقاربى والتمثيلى الاستبطان الذاتي وتأمل الذات والتريث قبل اتخاذ القرارات المختلفة، وذلك كون نظرتهم لإمكاناتهم العقلية نظرة إيجابية وأن فشلهم يكسبهم مزيد من الخبرة وينمى قدراتهم وإمكاناتهم، كما أنهم ذوى دافعية داخلية فى محاولة لاستغلال تلك القدرات والامكانات.
توصيات الدراسة:
وفى إطار ما قدمته الدراسة من إطار نظرى، وما تم استعراضة من دراسات سابقة وبحوث، وما توصلت إليه من نتائج، فإنه يمكن تقديم مجموعة من التوصيات للقائمين على العملية التعليمية، ولآولياء الأمور تتمثل فى الآتى:
1. يجب توجية إنتباه المعلمين وآولياء الأمور إلى الدور المهم الذى تلعبه التوجهات الدافعية للأبناء وخصوصاً التوجه نحو الإتقان عند التعامل مع المواد الدراسية المختلفة وخصوصاً ذات الطبيعة العلمية، وذلك من خلال السعى الدائم إلى التعرف على التوجهات الدافعية للأبناء، ومساعدتهم من خلال التدريب والإرشاد على التوجه نحو الإتقان، وكذلك توجيه إنتباههم إلى الدور الذى تلعبة تصورات الطلاب ومعتقداتهم حول إمكاناتهم وقدراتهم العقلية المختلفة فى تحسين أداءهم الأكاديمى وتوافقهم.
2. يجب تربية الأبناء على الاستقلال فى الرأى وحرية التعبير، والنظرة الناقدة الفاحصة للأشياء القائمة على استخدام الدليل والبرهان فى إطار مناخ بيئي وأسرى يقوم على التسامح وتقبل الرأي والرأي الآخر، وأن تكون أساليب تعلمهم ممثلة لذلك.
3. يجب العمل على إشباع ميول واهتمامات الأبناء فى سياق اجتماعي وأكاديمي يقوم على التقبل والتسامح، وتدريب الأبناء على الإصرار والمثابرة والتحدي وتحمل الغموض ومواجهته بهدف إكسابهم القدرة على العمل الجادة القائم على بذل مزيد من الجهد وإتقان المادة المتعلمة وفهمها.
|