يتناول هذا البحث : أسلوب الاستفهام في الموشحات الأندلسية، وذلك من خلال نصوص الموشحات الواردة في ديوان الموشحات الأندلسية للدكتور غازي .
والذي دفعني إلى هذا الموضوع هو شعوري بأهميته ، إذ يضم هذا الديوان مادة غزيرة من الموشحات ، تمثل جميع العصور التي عاشتها الدولة الإسلامية في الأندلس ، بداية بالعصر الأموي ، ومرورا بعصر الطوائف ، ثم عصر الموحدين ، وانتهاء بالعصر الغرناطي ، فضلا عن الموشحات التي جاءت مجهولة النسب ، فبلغ عدد الموشحات أربعمائة وسبعا وأربعين موشحة ، منها الكاملة ومنها المقطوعة ، وذلك لسبعين وشاحا ، فضلا عن المجهولين منهم .
كما أن الموشحات الأندلسية لم تحظ بالقدر الكافي من الدرس في الجانب اللغوي مثلما حظيت به في الجانب الأدبي ، فأردت بهذا البحث إلقاء الضوء على الجانب التركيبي لأسلوب الاستفهام ، من خلال الدراسة الوصفية التحليلية لأنماط جملة الاستفهام الواردة في هذا الديوان .
وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الإحصائي ، والذي من خلاله قمت باستقراء جملة الاستفهام ، وأحصيت مواضعها ، ثم المنهج الوصفي التحليلي الذي قمت على ضوئه بتصنيف الجملة إلى أنماط وأشكال ، ومثلت لكل شكل من الأشكال بشاهد واحد لكل وشاح ، وقد رمزت لهذه الشواهد بحرف ( ش) في الهامش ، ثم قمت بتحليل هذه الشواهد ، وأتبعت هذا بعرض نتيجة التحليل على أقوال النحاة واللغويين ؛ لنتعرف مدى التزام الوشاحين بالنمط المعياري للجملة الاستفهامية التي وضع النحاة أصولها وقواعدها .
وقد نهضت هذه الدراسة على مقدمة وفصلين ، فأما المقدمة فقد وضحت فيها أهمية الموضوع ، وبينت المنهج المستخدم في الدراسة ، وأهم أقسامها ، ولم أشأ أن يكون هناك تمهيد أبين فيه معنى الاستفهام ، وأهم أدواته ؛ لأنني وجدت هذا من قبيل الزيادة التي لا طائل منها واكتفيت بذكر نبذة بسيطة لمعنى الاستفهام وأهم أدواته مع بداية الفصل الأول الذي خصصته للاستفهام بالحروف، وقد جاء على مبحثين :
الأول : الاستفهام بالهمزة .
الثاني : الاستفهام بـ هل .
وأما الفصل الثاني فقد جعلته للحديث عن الاستفهام بالأسماء ، وقد جاء في ثمانية مباحث :
الأول : الاستفهام بـ ( من ).
الثاني : الاستفهام بـ ( كيف ).
الثالث : الاستفهام بـ ( ما ) وضممت إليه الحديث عن ( ماذا ).
الرابع : الاستفهام بـ ( أين ).
الخامس : الاستفهام بـ ( أي ).
السادس : الاستفهام بـ ( متى ).
السابع : الاستفهام بـ ( كم ).
الثامن : الاستفهام بـ ( أنى).
وقد جاء ترتيبي لهذه المباحث وفق نسبة التكرار في كل فصل ، إلا أنني لم أراع هذا في الفصل الأول ؛ لأنني حرصت على أن أبدأ هذا الفصل بالحديث عن (الهمزة ) وهي أم الأدوات في باب الاستفهام .
ثم جاءت في نهاية البحث الخاتمة مشتملة على أهم النتائج التي توصلت إليها ، ثم أتبعتها بثبت المصادر والمراجع .
والله ولي التوفيق ،،،،،،
|