إن هذا البحث يدور في فلك علم الصرف ، وهو كما يقول ابن عصفور : " أشرف شطري العربية وأغمضها ، فالذي يبين شرفه احتياج جميع المشتغلين باللغة العربية ، من نحوي ولغوي إليه أيما حاجة ؛ لأنه ميزان العربية ، ألا ترى أنه قد يؤخذ جزء كبير من اللغة بالقياس ، ولا يوصل إلى ذلك إلا من طريق التصريف" ( ).
وقد أردت من خلال هذا العلم الوقوف على مدى اطراد جموع التكسير المستخدمة في المعلقات السبع ، فجاء العنوان : جموع التكسير في المعلقات السبع بين الاطراد والعدول .
وقد عنيت بالاطراد هنا مدى التزام الشعراء بالقياس في بناء هذه الجموع ، وهو ما سماه تمام حسان : الاطراد في القياس( ).
وقد وقع اختياري على المعلقات السبع بصفتها نمطا للشعر العربي في فترة من فترات ازدهاره ، فبدأت عملي باستقراء جموع التكسير في هذه المعلقات من ثلاثة مراجع اهتمت بشرح المعلقات :
الأول : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ، لأبي بكر الأنباري. الثاني : شرح القصائد العشر ، للخطيب التبريزي .
الأخير : شرح الزوزني.
وقد أهملت اسم الجنس ؛ لأنه كما يقول ابن يعيش : ليس بتكسير على الحقيقة وإن استفيد منه الكثرة ( ) ، وبعد أن أحصيت هذه الجموع قمت بتصنيفها حسب الوزن ، ثم تناولت كل وزن على حدة بالتحليل ، بدأت فيه بالوزن الأكثر شيوعا ، وانتهيت بأقلها شيوعا ، ثم عرضت هذه الجموع على أقوال النحاة والصرفيين ؛ لنرى مدى التزام أو عدول الشعراء عن هذه القواعد .
ثم ختمت هذا البحث بخاتمة تناولت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها ، ثم أعقبتها بقائمة أهم المصادر والمراجع التي استعنت بها .
|