تأثير الألعاب التمهيدية التوافقية على تعلم بعض المهارات الأساسية لبراعم كرة القدم
د.محمد سعيد مصلحى محمد *
• مشكلة البحث
تعد لعبة كرة القدم واحدة من الألعاب الجماعية الواسعة الإنتشار لكونها تتميز بالحماس والإثارة والتشويق لدى ممارسيها ومحبيها فى كل مكان فى العالم ، ولقد تطورت اللعبة بشكل كبير عما كانت عليه سابقاً مما دفع المدربين والباحثين والدارسين والمتخصصين والمهتمين بشئون اللعبة إلى الإهتمام بالبحوث والدراسات النظرية والتجريبية التى تساعد على تطوير مستوى اللعبة ، وكذلك البحث عن أساليب متنوعة ومتغيرة فى التدريب تساعد على تحسين مستوى الأداء والإرتقاء به للوصول لأعلى مستوى بدنى وفنى ممكن يسهم فى تحقيق نتائج جيدة. وتمثل الألعاب التمهيدية في كرة القدم أهمية استثنائية ، ومدخلاً جديداً لارتباطها بالنشئ الجديد وتكوين قاعدة متينة راسخة من البراعم والناشئين وتوفير كافة المستلزمات التي تأخذ بهم نحو الأحسن، لتطوير مستواهم وكذلك تتيح لهم الفرص المناسبة للتعبير عن رغباتهم وميولهم وحاجتهم الطبيعة فضلا عن المتعة التي يكتسبونها من خلال مزاولتهم لها ، سواء كانت هذه معرفية أو بدنية ومهارية أو نفسية على إن يكون بشكل مخطط له يضمن استمراريته خلال الوحدات التعليمية – التدريبية و نجاحها المؤثر بالتقدم بشكل إيجابي بمستوى نتائج الأداء .
والألعاب التمهيدية تشكل جزء هام من العملية التعليمية والتدريبية حيث تمثل مكانة مرموقة في كرة القدم ، وتشكل حيزا مهما في التدريب على المهارات الأساسية والبدنية والوظيفية وغيرها ، وأصبحت من المقومات التي يحتاج إليها أي برنامج تعليمي – تدريبي للفئات العمرية المختلفة حيث يمكن وضع وحدات تعليمية وتدريبية مناسبة مستندة على الألعاب التمهيدية وبشكل مبرمج للوصول الى افضل النتائج في التطور وتحقيق مستوى أداء متقدم.
وتعد الألعاب التمهيدية أساسية وهامة في سبيل الارتقاء في مجالات التعليم والتدريب باعتبارها وسيلة تربوية هامة من وسائل التربية عن طريق ممارسة نشاط كرة القدم ، حيث تبتكر هذه الألعاب من اجل تحقيق الأغراض التي وضعت من اجلها للارتقاء بالقدرات الوظيفية والبدنية والذهنية مع إضفاء جوا من المرح والمنافسة بين البراعم المتنافسين مما يساعد المدربين إلى الإسهام الفعال في كيفية اختيار الألعاب وأسس ابتكارها أو الأغراض التي يمكن للعبة أن تحققها من اجل تطوير وسيلة التدريب بإضفاء الصيغة التنافسية التي تهتم بها هذه الألعاب.(21: 3)
ويشير كلاً من برايد Pride (2004م) ، كاروزو Caruso (2006م) أن تدريب البراعم فى كرة القدم يعتمد على الأسس والنظريات العلمية للوصول لنتائج جيدة ، من خلال الإعتماد على نظريات علم التدريب والتخطيط لبرامج تدريب البراعم بشكل سليم ، وذلك لإعدادهم للفرق الرياضية حيث يقع على كاهل المدرب مسئولية التخطيط السليم للعملية التدريبية للوصول بالبراعم لأفضل مستوى ممكن ، والتخطيط لتدريب البراعم فى كرة القدم يهدف إلى إكسابهم المهارات الحركية الأساسية ، وكذلك تنمية وتطوير الصفات البدنية والنواحى الخططية والنفسية والعقلية الخاصة بهم من أجل الوصول إلى أعلى المستويات ، وكذلك حتى يستطيع كل برعم أداء الواجبات المطلوبة منه بكفاءة خلال المباراة. .(20: 46) ، (17 : 3)
ويرى يوهانس ريس ، أنفبورج ريتر (1995م) أن البرعم الذى يفقد قدراً معيناً من القدرات التوافقية يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى آلية الأداء ، إلى جانب عدم القدرة على أداء المهارات المركبة التى تتطلب الربط فيما بينهم ، وهذا يوضح مدى العلاقة بين القدرات التوافقية وأداء المهارات الأساسية ، فكلما زادت هذه القدرات لدى البراعم زاد مستواهم المهارى والبدنى وهو ما تسعى إلية العملية التدريبية ، فنجد أن البراعم الذين يتميزون بالقدرات التوافقية يستطيعون تسجيل درجة أعلى من أقرانهم فى القدرات البدنية العامة ، فالقدرات التوافقية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بكلاً من القدرات البدنية والمهارية.(15 :114)
من خلال العرض السابق ومن خلال خبرات الباحث كلاعب سابق ومدرب للبراعم والناشئين ومن خلال مشاهدته للتدريبات والتقسيمات المختلفة للعديد من فرق البراعم لاحظ أن هناك قصوراً ملحوظاً فى مستوى بعض المهارات الأساسية للبراعم خلال هذه التقسيمات والألعاب الأمر الذى ينعكس عليهم بالسلب مستقبلاً ويقف حائلاً أمام تحسن مستواهم وقد يعوق تقدمهم لمراحل متقدمه ، خاصة وأن المراحل السنيه الأولى للبراعم تعتبر بمثابة القاعده والأساس الذى يبنى عليه مستقبل البرعم (العمر الذهبى للتعلم) ، وبما أن الفئة العمرية الأقل من 12 سنة من أهم المراحل العمرية في كرة القدم وذلك لأنه تكون لدى البرعم القابلية لتعلم المهارات الرياضية، وهي أيضا المرحلة التي فيها الانتقال التدريجي نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي، فهذه المرحلة تتطلب تطوير التوافق وتعلم الحركات السهلة والصعبة من خلال التمرينات المطبقة، فإن هذا السن هو أفضل سن يجب استثماره لتطوير القابلية الحركية متنوعة الوجوه. ولكى يصل البرعم لمستوى مرتفع لابد من تنمية مهاراته وقدراته وهذا يتطلب تنمية شامله متكاملة ويرتبط بكرة القدم بشكل كبير، والألعاب التمهيدية سهلة وبسيطه وغير معقدة ،لا يشترط فيها زمن أو عدد أفراد أو مساحة و حجم مكان اللعب و يمكن أن يمارسها جميع المراحل السنية ويمكن أن تحقق أهداف عديدة بدنية ومهارية وتوافقية وهذا ما دفع الباحث للإعتماد على الألعاب التمهيدية التوافقية للجمع بين الأسلوبين معا وهو الألعاب والقدرات التوافقية لتحقيق المتعه والسرور وكذلك تعلم واكتساب المهارات الأساسية وبعض القدرات البدنية ولذلك وضع الباحث برنامج بأسلوب الألعاب التمهيدية التوافقية وتأثيرة على تعلم بعض المهارات الأساسية لبراعم كرة القدم.
• هدف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف علي تأثير الألعاب التمهيدية التوافقية على تعلم بعض المهارات الأساسية لبراعم كرة القدم ومن ثم التعرف على:
1- الفروق بين القياسين (القبلي ـ البعدي) في مستوى بعض المهارات الأساسية للمجموعة التجريبية قيد البحث.
• فروض البحث:
1- توجد فروق داله إحصائياً ونسب تحسن بين متوسطات القياسين (القبلى ـ البعدى) فى مستوى بعض المهارات الأساسية للمجموعة التجريبية قيد البحث ولصالح القياس البعدى.
|