من الملحوظ أن الأطفال المصابين بأنيميا البحر المتوسط قصار القامة وقد أجريت دراسات مختلفة لقياس هرمون النمو في الدم وكان هناك اختلاف في النتائج مما بين أنه طبيعي أو قليل. ويعتمد النشاط المحفز للنمو بالنسبة لهرمون النمو على الأنسولين المشابه لعامل النمو – 1 والذي قد يتأثر بالحدد الدموي الذي يتعرض له كبد هؤلاء الأطفال.
وفي هذه الدراسة نقوم بفحص هرمون النمو والأنسولين المشابه لعامل النمو – 1 وعلاقتهما باضطراب النمو في أطفال أنيميا البحر المتوسط. وشملت الدراسة 60 طفل مريض بأنيميا البحر المتوسط مقسمين إلى 3 مجموعات أعمارهم (1.69 + 0.96 سنة)، (4.7 + 0.7 سنة)، (13.2 + 2.06 سنة). وقد تم مقارنة الأطفال المرضى بثلاثين طفلا سليما من نفس الأعمار مقسمين إلى 3 مجموعات ضابطة.
وقد أظهرت النتائج أن :
- مستوى هرمون النمو في الدم للأطفال المرضي طبيعي وليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية بينهم وبين المجموعة الضابطة.
- نقص في مستوى الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 بدلالة إحصائية عالية عند مقارنته بالمجموعة الضابطة.
- علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 وبين العمر والطول في المجموعات الضابطة وكذلك في الأطفال المرضى.
- علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين الأنسولين المشابه لعامل النمو – 1 وأنزيم الألانين أمينوترانسفيريز وكذلك بينه وبين نسبة الحديد في دم الأطفال المرضى.
- في هذه الدراسة المقياس الطبيعي لهرمون النمو ونقص مستوى الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 قد ينبه إلى خلل في التأثير الارتجاعي للغدة تحت المهد والغدة النخامية.
الحدد الدموي الذي يؤثر على أطفال أنيميا البحر المتوسط يؤدي إلى إضطراب وظائف الكبد مما يقلل من تكوين الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 حيث أن هناك علاقة سالبة ذات دلالة إحصائية بين نسبة الحديد في الدم وبين الأنسولين المشابه لعامل النمو – 1 في الأطفال المرضى مما يؤكد أن تراكم الحديد قد يؤثر في إفراز هرمون النمو / الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 وبالتالي نقص النمو في الأطفال المرضى.
مما سبق يتبين لنا أن أطفال أنيميا البحر المتوسط قصار القامة لديهم خلل في محور هرمون النمو / الإنسولين المشابه لعامل النمو – 1 نتيجة الحدد الدموي الذي يصيب الغدة النخامية والكبد فبالإضافة إلى نقل الدم المنتظم وعلاج الاستحلاب فهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج مبكر لاعتلال الغدد الصماء لتحسين نمو هؤلاء الأطفال.
|