تنتظم العلاقة بين النص والتأويل وفق منظومتين أساسيتين ، تُعنَي الدراسة برصدهما، أولاهما تصدر عن إيمان بأن اللغة ليست سوى تمثيل لروح كاتبها، وروح العصر، وأن ثمة وحدة بين النص والكاتب، وبين الكاتب والقارىء، وبين أجزاء النص نفسه. وهذه المدراسة،التى تمثلها تاويلية شلاويرماخر ودبلثى وسبتزر ونقاد مدرسة جنيف، تتفق فى رد المعنى إلى المؤلف بوصفه مصدر المعنى الذى تراه ماثلا فى النص، وهى حين تمنح السلطة للمؤلف بوصفه مصدر المعنى، تمنحها، فى الوقت نفسه، للمؤول، لا لأنه آخر، وإنما بوصفه نسخة أخرى، محاكاة للمؤلف، وهذا التماهى بين المؤلف والمؤول يفضى، لا محالة إلى لون من التأويل قائم على التعاطف، من لدن قارىء ذى إمكانيات خاصة، قادر على أن ينقل فى الزمن الماضى وأن ينفذ من مادية الأصوات أو الحروف إلى روحانية النص والمؤلف.
وأما المنظومة الثانية، وتتمثل فى الخطاب النقدى المعاصر لدى ميشيل فوكو وفردريك جيمسون وإدوار سعيد، فقد نشأت بفعل عدد من التحولات المعرفية انتهت معها هذه النظرة القديمة للغة إلى نظرة جديدة قوامها الشك فى اللغة، إذ لم يعد الدال، وفق النظرة، بريئا نقيا، ولم تعد للغة هذه الشفافية التى تنم على نحو صافٍ عن روح تسكنها ومعنى يستقر فيها، أو تمثيلا اميناً لروح الكاتب والعصر، بل صار على ينظر إلى النص بوصفه مراوغاً لا يعرف الوحدة والتجانس، وبوصفه ناقصاً يمتلىء بالثغرات، ومن ثم صارت قراءة التعاطف لا تجدى نفعاً مع هذه المراوغة، وتحول التأويل إلى عنف يُمَارس على الخطاب حتى ينطقه بالمسكوت عنه، وهو الأمر الذى تُعنَى الدراسة بتفصيل ظواهره وتجلياته فى الخطاب النقدى المعاصر.
The relation between the text and its mis-iterpretation is based on two ways in which the study is interested.the first way sees that language is nothing but an image of the soul of the writer.the second way discusses the contemporary critical discourse of Micheil faucou,Fredric Gimsson,and Edward Said.
|