الحمد لله رب العالمين ، حمدا يليق بجلال وجهه الكريم ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ، سيدنا محمد النبي الكريم ، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين ، وهداية للخلق أجمعين وعلي آله وصحبه ومن سار علي نهجه إلي يوم الدين .
وبعــــــد ،
فقد شرع الله الزواج لحكم ومقاصد سامية لا تقف عند حد طرفيه وإنما تتعدي إلي نسلهما ، بل إلي المجتمع بأسره .
ومن ثم فقد حرص علي تحصين هذا العقد والبعد به عن كل ما يحول دون تحقيق مقاصده أو الإخلال بها .
ولهذا كان الاهتمام به بالغا في كل مرحلة من مراحل تكوينه ، سواء في فترة الإعداد له ، أو بعد إنشائه ببيان أحكامه علي نحو محكم دقيق ، حتى لا تمتد إليه يد العابثين تحت مظلة الاجتهاد .
ولذا يندر أن نجد مسألة من مسائله دون أن يرد بشأنها نص من الكتاب أو السنة ، أو ينعقد بشأنها إجماع معتبر شرعا .
ومنذ زمن ليس بالبعيد ، وبالتحديد عام 1981م ، حل بعصرنا مرض خطير أثره ، عظيم ضرره ، ألا وهو مرض الإيدز " نقص المناعة المكتسب " ، هذا الوباء الخطير ، الذي هو بحق وباء العصر وطاعون الحضارة الغربية ، والذي نتج عن مخالفة الفطرة في العلاقات ، إذ الإنسان الذي خلقه الله من جسد وروح ومن نوازع نفسية وحسية لا يمكن أن يعيش حياته سليمة وفطرية ومستقرة ما لم يحقق إشباع احتياجاته الفطرية كلها ضمن ضوابط منطقية وإيمانية وأخلاقية ، وليس فقط بيولوجية محضة .
ومن الفطرة أن يشبع الإنسان رغبته الجنسية عن طريق الزواج الشرعي الذي قال الله في شأنه " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
ومن الفطرة كذلك أن يكون الزواج والعلاقة الجنسية بين رجل وامرأة حتى يحقق المقصد الشرعي من جراء تشريعه .
ومخالفة هذه الفطرة بضوابطها الإيمانية والأخلاقية باللجوء إلي العلاقات الجنسية غير الشرعية بممارسة البغاء والشذوذ الجنسي ، هو الذي كان وراء هذا المرض اللعين . وصدق أبو بكر الصديق حين قال في خطبته عندما ولي الخلافه : " ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء "
ولخطورة هذا المرض ، ولأن أكثر الطرق نقلا له هي العلاقات الجنسية ، كان مؤرقا للحياة الزوجية قبل بدايتها ، مهددا لها بعد إنشائها ، خاصة في حالة انتشار هذا الوباء المدمر .
وفي هذا البحث المتواضع أردت أن ألقي الضوء علي أثر هذا المرض علي عقد الزواج ، سواء في فترة الإعداد له ، أو بعد الدخول فيه إذا ما أصيب أحد الزوجين به .
وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة مباحث وخاتمة علي النحو التالي :
المبحث الأول : التعريف بمرض الإيدز وطرق انتقاله والأساس الشرعي للوقاية
المبحث الثاني : أثر مرض الإيدز علي عقد الزواج قبل إنشائه
المبحث الثالث : أثر مرض الإيدز علي عقد الزواج أثناء قيامه
الخــــــــــاتمة : وتتضمن أهم نتائج البحث .
والله الموفق والمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله
الفهـــــــــــــــــــرس
م الموضوع رقم الصفحة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24 مقدمة
المبحث الأول: التعريف بمرض الإيدز وطرق انتقاله
المطلب الأول : التعريف بمرض الإيدز
المطلب الثاني : طرق انتقال مرض الإيدز
المطلب الثالث : الأصل الشرعي لنقل العدوى والوقاية منها
في الإسلام
المبحث الثاني : أثر مرض الإيدز علي عقد الزواج قبل إنشائه
المطلب الأول : الموقف الشرعي من الفحص الطبي من
مرض الإيدز قبل الزواج
المطلب الثاني : مدي أحقية الولي في اشتراط خلو الزوج
من مرض الإيدز
المطلب الثالث : مدي أحقية ولي الأمر في الإلزام بالفحص
الطبي قبل الزواج للتأكد من السلامة من
مرض الإيدز
المطلب الرابع : تبصير الطرف المصاب الآخر بحقيقة أمره المبحث الثالث : أثر مرض الإيدز علي عقد الزواج أثناء قيامه
المطلب الأول : أثر الإصابة بالإيدز علي المعاشرة الزوجية
المطلب الثاني : أثر مرض الإيدز علي استحقاق النفقه
المطلب الثالث : أثر مرض الإيدز علي المطالبة بالفرقة
الفرع الأول : موقف الفقهاء من التفريق بالعيب
الفرع الثاني : شروط التفريق بالعيب عند القائلين به
الفرع الثالث : نوع الفرقة الحاصلة بسبب التفريق بالعيب
الفرع الرابع : أثر التفريق بالعيب علي المهر
الفرع الخامس : موقف قانون الأحوال الشخصية من التفريق بالعيب
الخاتمة
ثبت بأهم مصادر البحث 1
4
4
7
10
17
18
30
37
45
58
59
63
65
66
84
88
93
97
102
107
|