المقدمة ومشكلة البحث:
تواجه الكفايات التعليمية علي مستوي العالم تحدیات متعددة ومتسارعة وذلك نتیجة التغیرات الهائلة في المعارف والمعلومات والتكنولوجیا ونظم الاتصال، بالإضافة إلى تعاظم دور النظم القائمة على الثقافة والاقتصاد الحر، مما جعل من عناصر المنافسة والجودة والتمیز أهم مقومات القوة في العالم .
وتتطلب هذه التحدیات مراجعة شاملة لمنظوة التعلیم في معظم دول العالم المتقدمة والنامیة بإعتبارها أحد محددات إنتاجیة أي دولة وبإعتبارها قاطرة التقدم والتنمیة المجتمعیة ومحور الأمن القومي للمجتمع، وقد أدي ذلك إلي إیجاد مداخل وآلیات حدیثة لتطویر وتحدیث التعلیم، فقد حرصت كل الدول على تحدید مدخلات ومخرجات العملیة التعلیمیة لرفع مردودها التنموي وتمكین المجتمع من تحقیق معدلات أعلي من التنمیة والتقدم والقدرة علي التنافس، وهكذا فلقد بات من الأمور المتفق عليها بین جمیع المهتمین بالشأن التربوي على اختلاف توجهاتهم الفكریة أن ثم ارتباط قوي بین نوعیة الأداء في أي نظام تعلیمي ونوعیة أداء المدرسین العاملین فيها ؛ حیث یمكننا التسلیم بالقول : أن لا یمكن لأي نظام تعلیمي أن یرتقي أعلى من مستوى معلميها ، ذلك لأن المدرس یمثل محور الارتكاز في تحقیق الأهداف التربویة التي یتبناها النظام التعلیمي وعلى عاتقها تقع مسئولیة تحویل الأفكار والرؤى التجدیدیة التي یطرحها القائمون على هذا النظام وواضعو خطط وراسموا سیاساتها إلى نواتج تعلیمیة تتمثل في صورة معارف ومهارات واتجاهات تتبدى في سلوك المتعلمین. ( 11 : 5 )
حيث شهدت السنوات الأخيرة فى مطلع القرن الحالي تطورًا شاملاً فى فلسفة إعداد وتأهيل معلم التربية الرياضية قبل التخرج وبعد التخرج وأثناء الخدمة ، ومازالت طرق وأساليب إعداد المعلم تجرب حتى الآن بغرض الوصول إلى أفضل فلسفة لإعداد معلم التربية الرياضية، بل وأخذ شكل الإعداد الأكاديمى فلسفة البحث عما هو جديد فى عملية الإعداد.
ولذا فإن إعداد الطالب المعلم یعتبر من القضایا المهمة والحیویة في میدان التربیة الریاضیة، حیث أنها تكتسب حیویتها المتجددة على مر السنوات إذا ما شعر المجتمع بضرورة تطویر التعلیم وجوده وتحسینه، كما أنها تكتسب الأهمیة من أهمیة المناهج والمقررات التدریسیة ودورها في إعداد الطالب المعلم، لذلك تعتبر عملیة إعداده من القضایا التربویة بل أنها تعتبر من القضایا القومیة العامة . ( 6 : 8 )
ویري بشرى بنت خلق العنزى٢٠١٠م أن من المهم الاهتمام بكلیات التربیة الریاضیة وباعداد الطالب المعلم وضرورة تطویر المناھج والمقررات التدریسیة باستمرار لكي تحقق أھدافھا المرغوبة وتسھم في تكوین المعلم الجید بما یتفق مع التغیرات العصریة الحاضرة والمستقبلیة.
(3 :٦٨)
ويشير ديفيد، وهارولد David and Harold 2000م إلى أن جهود ضمان جودة المعلم تهدف إلى الأرتقاء بمستوى الممارسات المهنية بما يضمن تحقيق أقصى إستفادة من الموارد والمصادر وصولاً إلى مخرجات عالية الجودة، وتشمل جميع الأنشطة التى ينبغى القيام بها للوصول إلى مستوى أداء معين أو الحفاظ عليه أو تطويره من خلال الالتزام بمعايير وإجراءات تؤدى إلى مخرجات وخدمات تحقق متطلبات الأداء بما يعزز ثقة المعنيين بالمؤسسة ومخرجاتها.
(16 : 19 )
ويتفق كل من شبل بدران وكمال نجيب 2006م ، رشدى طعمة ومحمد البندرى 2010م على أن التوجهات التربوية فى التعليم الجامعى تنادى بتطوير العملية التعليميـــة وفقاً للمستجدات التربوية الحديثة، ولذا أصبح لزاماً على عضو هيئة التدريس التعامل مع التقدم التكنولوجى الهائل من خلال إمتلاكه لكفايات تكنولوجية سواء كانت معرفية أو تطبيقية، حيث تعتبر من المهارات المساعدة على إدارة المواقف التعليمية وفق المستجدات الحديثة فى نظم التعليم.
(8: 151) (6: 127)
ويعرف حسن على بني دومي 2010م الكفايات التكنولوجية التعليمية بأنها" مجموعة القدرات والمهارات والاتجاهات التي يمتلكها المعلم، ويقدر على ممارستها في مجالات تكنولوجيا التعليم المختلفة، وخاصة في مجال تصميم المواد التعليمية وإنتاجها، واستخدامها وتقويمها، وفى مجال تشغيل الأجهزة التعليمية المختلفة". (5: 46)
ولعل تحديد الكفایات التربویة اللازمة لطلاب التربیة البدنیة یعتبر خطوة أساسیة على طریق تطویر طالب التربیة الرياضية وھذه الكفایات یكتسبھا بالدراسة الأكادیمیة وبالتنمیة الذاتیة والتعلیم والتدریب المستمر، وبالخبرة المتنامیة؛ حیث یحتاج الطالب بصورة دائمة إلى تطویر مستوى أدائه التعلیمي والمهني ورفع كفاءتة التربویة ومد ید العون لنموه المهني، وذلك من أجل النهوض بمهنة التعلیم لتحقیق الأهداف التربویة المرجوة . ولما كان نجاح الطالب المعلم في مهنة التدریس یتوقف على معرفته وإدراكه لمجموعة من المهارات الأساسیة الهامة في ممارسة مهنة التدریس التي تؤدي إلى تحسین أداءه عن طریق المرور بخبرات مناسبة لذا لزم توفر سبل ممارسة هذه المهارات والسلوكیات التي تساعد على تحقیق أهداف خطة التدریس بكفاءة عالیة وفعالیة تحقیقًا للأهداف التعلیمیة.
وعلیه فان أهمیة الكفایات مرتبطة بتطویر المناهج والمقررات التدریسیة من أجل الارتقاء بالكفایات التدریسیة بالطالب المعلم بكلیات التربیة الریاضیة، لذلك فقد انبثقت فكرة الدراسة الحالیة بضرورة وضع برنامج تعليمى عن بعد لتحسين مستوى الكفايات التكنولوجية التعليمية لطلاب شعبة الرياضة المدرسية.
ومن خلال عمل الباحث بقسم نظريات وتطبيقات الرياضات الجماعية ورياضات المضرب بكلية التربية الرياضية – جامعة بنها، وخبرته العملية فى تدريس مقررات طرق التدريس فى المجال التخصصى ، وإحتكاكه المباشر بطلاب تخصص شعبة التدريس لاحظ الباحث أن عدداً كبيراً من طلاب تخصص طرق التدريس ينقصهم بعض الكفايات التكنولوجية التعليمية ، وخاصة فى مجال إستخدام وإنتاج وسائل الإتصال التعليمية، وإعتمادهم كلياً على الأساليب التدريسية التقليدية فى تعليم المهارات ، وعدم إستخدامهم لأساليب تكنولوجيا التعليم بالرغم من توافر أجهزة الحاسب الآلى ووسائل العرض بكليات التربية الرياضية ، الأمر الذى أثار إهتمام الباحث بضرورة وضع برنامج تعليمى عن بعد لتحسين مستوى الكفايات التكنولوجية التعليمية لطلاب شعبة الرياضة المدرسية .
هدف البحث :
يهدف البحث إلي التعرف علي تأثير البرنامج التعليمى عن بعد لتحسين مستوى الكفايات التكنولوجية التعليمية لطلاب شعبة الرياضة المدرسية .
|