يعرض البحث لمواقف فئات مختلفة من المصريين إزاء حدث رحيل الزعيم الوطني مصطفى كامل في 10 فبراير 1908، إذ عم الحزن الجميع، حتى أولئك الذين اختلفوا معه، مثل لطفي السيد، وقاسم أمين، وعلي يوسف. وقد كان من بين تلك الفئات التي عبرت عن موقفها بوطنية بالغة، الطلاب، وكذلك المرأة المصرية، فضلاً عن الأقباط الذين كان موقفهم أثرًا من آثار مصطفى كامل، باعتباره أحد الرواد المؤسسين للوحدة الوطنية.
ويبين البحث ما اتخذه البعض من موقف مغاير لهذا الشعور لدى عموم المصريين، وهو الموقف الذي عبَّر عنه بوضوح سعد زغلول، والذي يبدو أنه لم يكن عن قناعة حقيقية لديه، وإنما نتيجة لموقف مصطفى كامل المعارض لكثير من سياساته في نظارة المعارف العمومية.
وعلى جانب آخر يبرز البحث ما كان لرحيل مصطفى كامل من أصداء في الخارج، والتي جاءت في مجملها شاهدًا له، وهو ما وضح جليًا في العديد من الكتابات والأخبار التي نشرتها الصحافة الأجنبية بمناسبة الحدث، وبخاصة الفرنسية منها والإنجليزية، حيث تضمنت من الرؤى ما فاض بالتقدير والإشادة بمصطفى كامل والتنويه بدوره المهم في خدمة قضية بلاده، وهي رؤى تعكس إلى أي مدى كان يتمتع أصحابها بفكر موضوعي بعيد عن أية نزعات استعمارية بغيضة.
|