يناقش البحث مشكلة التركيز على تصميم المتنزهات العامة من منظور بصري، وعدم الاهتمام بالمؤثرات الحسية الأخرى بالقدر الكافي، وما يترتب على ذلك من قصور في إدراك الزائرين وعدم قدرتهم على الاندماج مع الطبيعة المحيطة، نظرًا لمحدودية المؤثرات الحسية التي تربطهم بها، واقتصارها على الجوانب البصرية أكثر، أو لوجود مؤثرات حسية غير مرغوبة تنفرهم من المكان. وهذا التأثير يمتد ليشمل أيضاً ضعاف وفاقدي النظر الذين قد يفتقرون لوجود المؤثرات الكافية التي توجههم أثناء استخدامهم للمتنزهات وتساعدهم على الائتلاف معها وتزيد من استمتاعهم بها. ويهدف البحث إلى استخلاص الأسس والمتطلبات التصميمية اللازمة لصياغة دليل إرشادي يساعد في تعزيز إدراك المتنزهات العامة لدي فاقدي النظر والمبصرين من خلال توفير المؤثرات الحسية الملائمة التي تخاطب مختلف النظم الحسية، وذلك اعتماداً على رصد أهم ما توصلت إليه الدراسات السابقة ذات الصلة، وتحليل أمثلة عالمية لمتنزهات صممت لمخاطبة الحواس المختلفة والتفاعل معها، والتحقق من النتائج المستخلصة من خلال مقابلات شخصية و استطلاع رأي مع عدد من ضعاف وفاقدي النظر، ثم مراجعة الكود الخاص بتصميم الفراغات الخارجية لذوي الاعاقة في ضوئها، تمهيدًا لاقتراح الأسس اللازمة للدليل الإرشادي. |