هدفت الدراسة إلي التعرف علي طبيعة العلاقة الارتباطية بين تنظيم الانفعال والأليكسيثيميا لدى عينة من طلاب الجامعة، والتعرف علي الفروق بين الجنسين في كل من تنظيم الانفعال والأليكسيثيميا، وكذا التعرف على إمكانية التنبؤ بالأليكسيثيميا لدى عينة الدراسة ككل من خلال تنظيم الانفعال، إضافةً إلى استجلاء العوامل والأسباب الدينامية الكامنة وراء قصور تنظيم الانفعال، والأليكسيثيميا.
وقد تكونت عينة الدراسة السيكومترية في صورتها النهائية من (381) طالبًا وطالبة بالفرقتين الثالثة والرابعة (تعليم أساسي، عام)، بكلية التربية ببنها، منهم: (152) طالبًا، (229) طالبة، بمتوسط عمري (21.131) عامًا، وانحراف معياري قدره (0.616). وتكونت عينة الدراسة الكلينيكية من حالتين: الحالة الأولي: "ذكر" حاصل علي درجات مرتفعة في مقياس تنظيم الانفعال "بُعد قمع التعبير الانفعالي"، ودرجات منخفضة في مقياس تنظيم الانفعال "بُعد إعادة التقييم المعرفي"، ودرجات مرتفعة في مقياس الأليكسيثيميا، والحالة الثانية "أنثي" حاصلة علي درجات مرتفعة في مقياس تنظيم الانفعال" بُعد قمع التعبير الانفعالي"، ودرجات منخفضة في مقياس تنظيم الانفعال "بُعد إعادة التقييم المعرفي"، ودرجات مرتفعة في مقياس الأليكسيثيميا.
واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي: الارتباطي المقارن، والمنهج الكلينيكي، وتم تطبيق الأدوات السيكومترية: مقياس تنظيم الإنفعال (إعداد: الباحث)، ومقياس الأليكسيثيميا (إعداد: الباحث)، وتم إجراء الدراسة الكلينيكية على حالتين من العينة الكلية (ذكر وأنثى) وتم تطبيق الأدوات الكلينيكية: المقابلة الشخصية، والمقابلة الحرة الطليقة، وبعض لوحات اختبار تفهم الموضوع TAT.
وقد بينت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًّا بين درجات عينة الدراسة ككل على مقياس تنظيم الانفعال (إعادة التقييم المعرفي)، ودرجاتهم على مقياس الأليكسيثيميا وأبعاده، ووجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًّا بين درجات عينة الدراسة ككل على مقياس تنظيم الانفعال (قمع التعبير الانفعالي)، ودرجاتهم على مقياس الأليكسيثيميا وأبعاده، وكشفت نتائج الدراسة عن عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذكور، ومتوسطات درجات الإناث على مقياس تنظيم الانفعال (إعادة التقييم المعرفي، وقمع التعبير الانفعالي). وأوضحت نتائج الدراسة عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات درجات الذكور، ومتوسطات درجات الإناث على مقياس الأليكسيثيميا وأبعاده، كما أظهرت النتائج أنه يمكن التنبؤ بالأليكسيثيميا لدى عينة الدراسة ككل من خلال تنظيم الانفعال (إعادة التقييم المعرفي، وقمع التعبير الانفعالي). وقد اتفقت نتائج الدراسة الكلينيكية والدراسة السيكومترية معًا، حيث إن نتائج الدراسة السيكومترية وجدت مايؤيدها من خلال نتائج الدراسة الكلينيكية المتعمقة. ولقد تبين من خلال الدراسة السيكومترية ارتباط القصور في تنظيم الانفعال والأليكسيثيميا علي نحو موجب، ومن خلال الدراسة الكلينيكية تم تبين الخصائص الفردية لكل حالة علي حدة وديناميات شخصية ذوي القصور في تنظيم الانفعال والأليكسيثيميا، وكذلك أبانت عن الأسباب والعوامل الدينامية الكامنة والمسئولة عن قصورتنظيم الانفعال والأليكسيثيميا لدى الحالتين الفرديتين، وبذك تحقق الفرض (الكلينيكي) الذي ينص على أنه: "هناك عوامل وأسباب دينامية كامنة وراء قصور تنظيم الانفعال والأليكسيثيميا " .
|
