تعد مصر من الدول الفريدة فى العالم من حيث الكم الهائل والمتنوع من المناطق الأثرية والمنتشرة فى ربوع الجمهورية نظرا لعمق الحضارة المصرية الضاربة فى جذور التاريخ، ومع هذا الزخم لا يمثل استغلال مقومات تلك المناطق القدر الذى يتناسب مع الأهمية العالمية لها. ولا شك أن التوجه نحو استغلال تلك المقومات يكسب التنمية السياحية والأثرية فى مصر ميزة عالمية فريدة تمثل أهم الركائز القادرة على احداث طفرة تنموية قوية تتجاوب ومستهدفات التنمية الشاملة المستدامة، مع الأخذ فى الإعتبار أن هذه المناطق لها من الحساسية القدر الذى يستوجب الحرص الشديد لكونها تمثل حضارة عالمية لا يستهان بها وأهمية تاريخية وانسانية ليس للمصريين فحسب بل للعالم أجمع.
من هنا تهدف تلك الورقة البحثية الى اقتراح استراتيجية للتنمية السياحية والأثرية من خلال إعادة تأهيل المناطق الأثرية بحيث تستوعب أعداد هائلة من الوفود السياحية (داخلية وخارجية) تعتمد على استغلال مقومات المناطق الأثرية (المكانية – التاريخية - الاكتشافات الحديثة - الأساطير - الأحداث الهامة – العلمية ...الخ) مثل تعامد الشمس على وجه رمسيس فى معبد أبو سمبل مرتين فى العام باعتباره حدثا علميا وتاريخيا فريدا وغيره مثل أعياد (الأوبت) بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، والاكتشاف الحديث لطريق الكباش بينهما، والأساطير مثل أسطورة أوزوريس، ومحاولة تسوبك قتل حورس (الاله التمساح) فى معبد كوم امبو .... وغيرها.
لذا تعتمد منهجية البحث على المنهج الاستقرائى والوصفى لرصد الأحداث التاريخية الفريدة وتحديد أسس ومقومات التأهيل والوقوف على معوقات اعادة التأهيل لهذه المناطق، وينتقل البحث الى المنهج التحليلى لوضع منظومة العمل والاستراتيجية المقترحة، وتختم بالتطبيق من خلال دراسة لبعض الحالات.
|