تعد التنمية السياحية أحد أهم عناصر التنمية المستدامة خاصة فى صعيد مصر حيث الزخم الهائل للمواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والانسانية لأغنى حضارة عرفتها الانسانية.
وعلى الرغم من توجهات الدولة كمحاولة منها للاستفادة من الاستثمار فى هذا المجال وما استتبعه من سياسات للتعامل مع المناطق ذات القيمة الأثرية مثل الترميم والمحافظة والحماية … وغيرها الا أن تلك السياسات المتبعة لم تستفيد من المحيط الحضرى للمناطق الأثرية عامة أو المواقع الأثرية خاصة على الرغم من أهمية التفاعل مع المحيط الحضرى الذى يعد حجر الزاوية لاحداث التنمية السياحية المستدامة حيث أصبحت السمة الغالبة لتلك المواقع هى التعديات العشوائية داخل الموقع الأثرى متمثلة فى مواقف عربات الخيول (الحناطير) أو الباعة الجائلين والبازارات … وغيرها أو حول الموقع الأثرى من سكن عشوائى أو ورش وغيرها مما أدى الى تشويه الصورة الذهنية وفقدان الهوية العمرانية وبالتالى ضعف القيمة الأثرية وذلك بداية من الطرق المؤدية للموقع الأثرى ومسارات الحركة اللازمة وانتهاءا بالمشاهد الرئيسة والانطباع العام، الأمر الذى جعل المحيط الحضرى لا يعبر عن الواجهة الحضارية المناسبة للموقع الأثرى ولا لأهمية الأثر ذاته وبالتالى افتقاد التكامل بين المحيط الحضرى والموقع والأثر.
لذا تهدف تلك الورقة البحثية الى وضع آلية مقترحة متكاملة لتوظيف المحيط الحضرى للمواقع الأثرية تنفذ من خلال برامج محددة بما يتفق وامكانيات والخصائص المميزة لكل منطقة.
ومن هنا تنبع منهجية البحث حيث تبدأ بالمنهج الاستقرائى الوصفى لرصد الحالة الراهنة للمناطق والمواقع الأثرية والسياسات التى اتبعت، وتتحرك لبيان الخصائص المميزة لكل موقع والمحيط الحضرى له من خلال المنهج التحليلى، وانتهاءا بالمنهج التطبيقى الميدانى لبيان امكانية تحقيق البرنامج فى اطار آلية توظيف المحيط الحضرى المقترحة وذلك من خلال دراسة حالة لمنطقة وموقع معبد ادفو.
|