تعد مناطق واضعى اليد أبرز صور العشوائيات التى ظهرت فى ظل غيبة الأجهزة الرقابية وأحد المشكلات والعقبات التى تواجه المخططات المطروحة من قبل أجهزة الدولة والتى تستهدف العبور بقطاعات التنمية المختلفة فى اتجاه التلاقى مع مقتضيات القرن الحادى والعشرين .
ولا شك أن الحديث قد كثر عن ظاهرة العشوائيات وكيفية الحد منها أو تحجيمها وعزلها عن النسيج الحضرى للمناطق العمرانية المحيطة لما ينجم عنها من سلبيات ترتبط بالمردود الاجتماعى والاقتصادى لتلك المناطق والتى قد تحتويها أو تعد بداية تتشكل على أطرافها .
ومنطقة عزبة الهجانة إحدى مناطق واضعى اليد التى تشكلت فى غيبة أجهزة التنظيم والتى أسهم النمو العمرانى الطبيعى لحى مدينة نصر فى تعزيز تشكلها العشوائى من خلال استقطابه للعديد من العمالة المهاجرة من شتى محافظات الجمهورية للاستفادة من سوق العمل التى وفرته مناطقها المختلفة عبر فترات تشكلها المتتابعة ، ترتب على ذلك التقاء النسيج العمرانى للمنطقة الحادية عشر بالامتداد العشوائى لإسكان العزبة ؛ الأمر الذى أفرز عديد من المشاكل العمرانية والاجتماعية الناتجة عن الهوة الثقافية والاجتماعية بين قاطنى المنطقتين والتى ظهرت أثارها فى ضعف المردود الاجتماعى والاقتصادى لمنطقة التلاقى ، وكذا صعوبة السيطرة على منطقة العزبة سواء فيما يتعلق بطبيعة النمو وخصائصه ونوعيته أو فى طبيعة الشرائح الاجتماعية القاطنة له .
لذا تهدف تلك الورقة البحثية - من خلال منهج استقرائى تحليلى ميدانى يتعرض لأحد أحياء واضعى اليد(عزبة الهجانة) - إلى اقتراح تصور لامكانية توظيف عمران تلك المناطق فى اتجاه استيفاء متطلبات صناعة الخدمات بالمناطق الحضرية المحيطة كأساس لتفعيل دور المناطق العشوائية الحالية فى مخططات التنمية بدلا من تهميشها وعزلها مع الوضع فى الاعتبار أن لا يكون تفعيل هذا الدور مدعاة لانتشار عشوائيات جديدة.
|