تعانى معظم المدن الكبرى فى جمهورية مصر العربية من التكدس السكانى الشديد نتيجة الهجرة من الريف الى الحضر، وتعد الأسكندرية احدى هذه المدن، وتعتبر العاصمة الثانية للجمهورية، فهى تطل على البحر الأبيض المتوسط مما جعلها أهم ميناء – كما أن طبيعتها الساحلية جعلتها أهم مناطق السياحة ليس فقط الداخلية ولكن العالمية، وموقعها الفريد أيضا جذب اليها العديد من التجمعات الصناعية والحرف المختلفة كالتجارة والنقل وعمليات التفريغ والشحن بالاضافة الى وجود مصانع الحديد والصلب بالدخيلة، كما أنها تتمتع بمناطق التوسع الزراعى الجديدة.
وقد أدى هذا التعدد فى الاستخدام الى التكدس الشديد الذى أحدث ارتباكا فى مناحى متعددة بالمدينة، ولما كانت سياسة الدولة تخفيف العبء عن المدن الكبرى وذلك بتنمية الريف حتى يجذب السكان والاستثمارات ليس فقط لوقف الهجرة من الريف الى المدن ولكن عكس الهجرة من المدن الى الريف، وبهذا المفهوم يمكن الوصول الى سياسة تنموية متكاملة تحقق الاتزان المطلوب.
ويعد حى العامرية أحد أحياء الأسكندرية ويقع على الطرف الغربى لمدينة الأسكندرية حيث يحده غربا مدينة برج العرب وشمالا ساحل البحر الأبيض وشرقا محافظة البحيرة ويمثل حوالى 80% من مساحة محافظة الأسكندرية كما أنه يبعد حوالى 30كم من الأسكندرية.
لذا تهدف تلك الورقة البحثية الى اقتراح استراتيجية تنموية لاقليم الأسكندرية من خلال تنمية حى العامرية والذى يتكون من قسمين اداريين هما: قسم الدخيلة ويحتوى على خمس شياخات وقسم العامرية ويحتوى على عشر شياخات معظمها قطاعات ريفية وتشكل المساحة التابعة لقسم العامرية الغالبية العظمى من مساحة الحى.
كما يميز الحى وجود مساحات شاسعة من الأراضى الفضاء والمتباينة فى ملكياتها سواء كانت للدولة أو لجهات حكومية (أملاك أميرية – أوقاف – اصلاح زراعى – مستنقعات) وقد أدى هذا الى ظهور مناطق وضع يد عشوائية كثيرة تفتقد الى المرافق والبنية الأساسية والنسق العمرانى.
ولتحقيق تلك الاستراتيجية المقترحة للتنمية العمرانية اعتمد البحث على:
• المنهج الاستقرائى لرصد الحالة الراهنة.
• استتبعه المنهج التحليلى بهدف تحليل الوضع الراهن (محددات – أوجه قصور – امكانات - … الخ).
• ثم المنهج التجريبى المعملى باستخدام الحاسب الآلى لتحليل عام لمؤشرات التنمية من خلال برنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS Geographical Information System) والوقوف على الرؤى المختلفة لبدائل استعمالات الأراضى والتى تعطى الاستغلال الأمثل تبعا لمقومات كل منطقة فى ضوء الطاقة الاستيعابية لها.
وقد خلص البحث بوضع الاستراتيجية المقترحة والتى تترجم الاستغلال الأمثل للامكانات – الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية وتعالج أوجه القصور فى ضوء المحددات.
|