لاشك أن استخدام الحاسب الآلى فى العديد من المجالات أصبح ذو جدوى عالية خاصة من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية، ومع ذلك فان استخداماتة فى العمارة والعمران محدودة على الرغم من القدرة الهائلة على استيعاب -الحاسب لدراسة العديد من الاحتمالات جملة واحدة، الأمر الذى يجعله ذو جدوى عالية فى العملية التصميمية، ويرجع ذلك الى عدم قدرة المصمم للوصول الى القرار التصميمى الأقرب للأمثل بالأساليب التقليدية والذى يؤدى الى ضعف كفاءة المنتج النهائى، الا أن استخدام الحاسب الآلى مازال متواضعا فى مجال التصميم المعمارى والعمرانى لما تحويه تلك التخصصات من علوم انسانية يصعب معالجتها باستخدام الكمبيوتر.
ومع ذلك فهناك العديد من المحاولات فى مناحى مختلفة يمكن تصنيفها فى ثلاث اتجاهات: أعمال روتينية، أعمال تحليلية، أعمال تصميمية. وان كانت فى مجملها لاترقى لانتاج عمل متكامل، فالأعمال المساعدة مثل الأعمال الروتينية والتحليلية قطعت شوطا كبيرا من التقدم ويرجع السبب الأساسى فى ذلك الى تبنى مجموعة من المؤسسات المتخصصة فى شكل فريق متكامل لانتاج برا-مج متخصصة software فى صورة Package Programمثل Auto CAD, 3D Architect وغيره من البرامج التى تساعد فى الرسم والاظهار المعمارى وان كان بعضها يساهم فى أعمال التصميم، بالاضافة الى بعض البرامج مثل Spread Sheet والتى تساعد فى تحليل البيانات رياضيا أو تحويلها الى رسومات بيانية، أما بالنسبة للنواحى التصميمية فكلها محاولات فردية تركز على اختيار معيار أو أكثر حسب كفاءة النموذج واعتبارها متغيرات مع تثبيت باقى الاعتبارات والمعايير التصميمية، لذا فان هذه النماذج تفتقر الى امكانية التطبيق باستثناء بعض المحاولات التى قاربت من مرحلة التطبيق المتكامل.
لذا كان الهدف من هذه الورقة البحثية هو الوقوف على الرؤى المختلفة لاستخدامات الحاسب الآلى وتطبيقاته سواء كان ذلك لأعمال التصميم العمرانى لاقامة مجتمعات عمرانية جديدة والمتمثلة فى انتاج النماذج التى تساهم فى اخراج تصميم عمرانى متكامل يحوى الاعتبارات والمعايير والمحددات التصميمية، أو فى المساهمة فى انجاز الأعمال المساعده والمتمثلة فى اخراج الرسومات، بالاضافة الى أعمال تحليل البيانات مثل حساب عدد السكان وتصنيفهم حسب السن والعمر وكذلك النظم المختلفة لتحليل المعلومات مثل EIS, GIS.
كما تهدف الورقه الى اقتراح اسلوب متكامل يمكن من خلاله مناقشة جميع المعايير المؤثره فى العملية التصميمية، وفى سبيل تحقيق ذلك يتم استخلاص أسباب الضعف والقوة فى تلك المحاولات.
لذا فقد اتخذ البحث منهجا استقرائيا للتعرف على الرؤى المختلفة، استتبعه منهجا تحليليا للوصول الى المنظومة المقترحة.
|