تمثل الإرادة الإنسانية مصدر إبداع الحضارة البشرية على مر العصور، فما كان يمكن للبشرية أن تحرز هذه الحضارة إلا بجهود أبنائها فى العصور المختلفة، وبصفة خاصة ما يتميز منهم بالإنتاجية العالية وبالإرادة القوية0
وتتشكل هذه الإرادة بفعل عاملي الوراثة والبيئة، وتسهم التربية بصفة أساسية فى رسم طريق العمل للإرادة الإنسانية بحيث تساعد الإنسان على تقوية إرادته وعلى التنبؤ بسلوكياته من أجل المساهمة الفعالة في الحياة الاجتماعية0
والتربية المطلوبة والمقصودة هنا هي التربية الحرة الإيجابية التى تجعل الفرد عنصراً نشطاً وفعالاً من خلال ما تكسبه من معارف ومهارات تسهم فى زيادة إنتاجيته وفعاليته الاجتماعية0
كما أنها التربية التى تسهم في إعداد فرد يتميز بالمبادأة والشجاعة وتحمل المسئولية والعزيمة القوية والإبداع والابتكار والوعي بالوجود النافع فى المجتمع .... أي يتميز بالإرادة القوية0
على أن واقع التربية القائمة الآن في مجتمعاتنا العربية يشير إلى أنه واقع مأزوم يواجهه كثير من العقبات التى تحول دون قيامه بدوره ومسؤوليته المتوقعة في بناء وتشكيل شخصية أبنائه وتكوين إرادتهم0
|