مما لاشك فيه أن الشباب كفئة اجتماعية هو أكثر فئات المجتمع حساسية وتأثراً بالتغيرات والتحولات التي تطرأ على المجتمع. في نفس الوقت الذي يلعب الشباب فيه دوراً اجتماعياً مؤثراً في عملية التغير الاجتماعي. فالشباب هم عنصر التغيير الحقيقي داخل أي مجتمع.
وقد أدركت المجتمعات المتقدمة ذلك، فأولت الشباب ما يستحقه من اهتمام حيث أنشأت له مراكز ومجموعات بحث متخصصة منها على سبيل المثال مجموعة "الشباب والمجتمعات" التي تكونت في فرنسا في أواخر عقد الثمانينيات، وتضم باحثين من علماء الاجتماع وتخصصات أخرى، ينكبون على دراسة الشباب من نواحٍ مختلفة وباقترابات نظرية ومنهجية متعددة.
وأول سؤال يطرحه الباحث في علم الاجتماع عادة على نفسه حينما يتناول موضوع يتعلق بالشباب هو: ماذا نعني بالشباب؟
متى تبدأ المرحلة العمرية الشابة ومتى تنتهي؟
هل تتسم مرحلة الشباب بخصائص معينة تميزه عن بقية فئات المجتمع؟
ويرتبط ذلك التساؤل الأخير بموضوع هذه الورقة وهو موضوع "الصراع القيمي لدى الشباب". فالشخصية الشابة تتسم عادة بخصائص تجعلها أكثر تعرضاً لمثل هذا الصراع بين القيم الموروثة والقيم الوافدة – هذا إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي تمثل مصادر أساسية للصراع القيمي، منها تلك العوامل المتعلقة بالتحولات والتغيرات البنائية داخل المجتمع ذاته، فضلاً عن أساليب التنشئة المتناقضة التي يتعرض لها الشباب من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وثورة الاتصالات وما تحمله من قيم غريبة عن مجتمعاتنا وغير ذلك من عوامل.
|