أولاً: مفهوم الفساد وتعريفاته
تشير إنسيكلوبيديا علم الاجتماع إلى أنه "برغم أن كلنا يعرف ما هو الفساد، إلا أن هناك صعوبة في تعريفه. فالثقافات المختلفة لديها مفاهيم مختلفة عن الفساد حيث يختلف مفهوم الفساد من ثقافة إلى أخرى: فما يعتبر سلوكاً فاسداً في الدنمارك مثلاً قد ينظر إليه باعتباره سلوكاً مقبولاً في إندونيسيا. وذلك الفهم يختلف أيضاً من مرحلة زمنية إلى مرحلة أخرى: فشراء منصب – على سبيل المثال – كان إجراءً معترفاً به في بريطانيا القرن الثامن عشر بل ويعتبر سلوكاً نموذجياً يجب أن يحتذى به، بينما أصبح هذا السلوك اليوم إنحرافاً لا يمكن التماس العذر فيه أو تبريره".(1)
وقد صنف "هايدنهايمر" Arnold Heidenheimer (1978) الفساد إلى ثلاثة فئات:(2)
• فساد "أبيض" : ويشمل السلوكيات التي يرى "الأقلية" فقط من أفراد المجتمع أنها مستحقة للعقاب.
• فساد "رمادي" : ويتضمن السلوكيات التي يرى "بعض" أفراد المجتمع ضرورة توقيع العقاب على مرتكبيها، بينما لا يرى آخرون ذلك.
• فساد "أسود": ويشمل السلوكيات التي يكون هناك "إجماع" من الأغلبية Majority Consensus على إدانتها وضرورة توقيع عقاب على مرتكبيها.
ويرى "هايدنهايمر" أن مفهوم الفساد يتغير ويتطور مع تطور المجتمعات الإنسانية من مرحلة تاريخية إلى أخرى. فالسلوك الذي كان ينظر إليه في مرحلة معينة باعتباره فساد "أبيض"، قد يصبح "رمادياً" وقد يتحول إلى فساد "أسود" في مراحل زمنية أخرى.
|