تهدف الدراسة الحالية إلى تقديم أدله عمليه تساهم في الجدل المستمر حول التحفظ المحاسبي و ما إذا كان خاصية مرغوبة في التقرير المالي, و ذلك من خلال اختبار تبرير التحفظ على أساس بيئة العمل التي تعمل فيها الشركة – عدم تأكد أو مخاطره- و مدى الاتساق بين ذلك التبرير و التبرير التعاقدي للتحفظ الشائع في الأدب المحاسبي. فالدراسة تقدم أدله متزامنة حول وجهتي النظر لتفسير التحفظ بما يزيد من فهم تلك السياسة المحاسبية, و في هذا السياق تتناول الدراسة اختبار تأثير إستراتيجية الشركة على مستوى التحفظ بالقوائم المالية و اختبار تأثير التحفظ على قرارات الشركة المتعلقة بالاستثمار. و باستخدام بيانات عينه من الشركات السعودية غير المالية عن عام 2018, أوضحت نتائج الدراسة أن الشركات التي تتبع إستراتيجية المبادرة تكون أكثر احتمالا لزيادة مستوى التحفظ بالقوائم المالية و الذي يعكس أن ظروف عدم التأكد تمثل دافع لتبنى الإدارة للتحفظ, و في نفس الوقت أوضحت النتائج أن التحفظ يؤثر ايجابيا على مستوى الاستثمار و يحد من التخفيض في الاستثمار, إلا انه لا يؤثر على المغالاة في الاستثمار. كما أشارت النتائج إلى أن التفاعل بين إستراتيجية الشركة و مستوى التحفظ يؤثر على مستوى الاستثمار. و تشير تلك النتائج إلى أن بيئة العمل التي تعمل فيها الشركة تقدم تبرير للتحفظ و أن ذلك التبرير يتسق و يتفاعل مع التبرير التعاقدي. |