يشتهر عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي بالعمليات العسكرية العديدة التي خاضها الجيش الأيوبي في أماكن وأزمنة مختلفة، واستخدم صلاح الدين ومن عاونه من القادة في تلك العمليات أساليباً وخططاً قتالية متنوعة، من بينها الحرب الخاطفة، وحرب الكر والفر، والتمويه والخداع، والإغارة على معسكرات العدو والظفر بما فيها من غنائم ، وفي نفس الوقت حرص قادة الجيش الأيوبي في عهد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي على أن تكون قواتهم مهيأة ومستعدة الاستعداد الكامل للدفاع والهجوم، خاصة وأن دولة الأيوبيين في مصر والشام، كانت دولة عسكرية قامت وتطورت في ظل ظروف كانت تتعرض فيها أراضي الدولة الإسلامية بمصر والشام للعدوان الصليبي، وفي عصر عرف بأنه عصر حروب لا تهدأ أوارها، ونجح الجيش الأيوبي آنذاك في تحقيق انتصارات جمة في ميادين الصراع المختلفة الذي نشب بينهم وبين القوات الصليبية.
تلك الانتصارات العسكرية التي حققتها الدولة الأيوبية إبان فترة حكمها لمصر والشام في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي بنيت على استراتيجية عسكرية عمادها توزيع القوات وضمان ترتيبها بالشكل الذي يضمن التزام جانب اليقظة والحذر؛ لئلا تقع جيوشهم بين عشية وضحاها في كمائن العدو، وفي المقابل برع الأيوبيون في عمل المصائد لجيوش أعدائهم عن طريق مجموعة من الكمائن التي كان لها دورها في العمليات العسكرية الأيوبية في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث الذي يهدف إلى إبراز دور الكمائن في العمليات العسكرية في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي (567 ـــ 589 هــ/1171 ــ 1193م)، ومعرفة مدى الأثر الذي تركته تلك الكمائن على القوات الصليبية أثناء وجودها في بلاد الشام إبان الفترة الزمنية المذكورة آنفاً |
