حاول هذا البحث - وهو يدور في فلك عدد من الدراسات التي تعنى بمهارة الكتابة - أن يقدم حلا لواحدةٍ من أعقد المسائل المتعلقة بقواعد الإملاء في الكتابة العربية، وهي كتابة الهمزة، وبخاصة الهمزة المتوسطة.وقد وقعت هذه الدراسة في ثلاثة مباحث،أولها: مشكلة كتابة الهمزة، والثاني: محاولات التقعيد للهمزة، والثالث:محاولة هذه الدراسة للتيسير.
وبعد معالجة هذه المباحث الثلاثة (مشكلة كتابة الهمزة، و محاولات التقعيد للهمزة، ومحاولة هذه الدراسة للتيسير)، يمكن أن نقف على ما يأتي:
1-أنَّ مشكلة كتابة الهمزة تتمثل في أنَّ الكلمة الواحدة لا يثبت فيها رسم الهمزة على حالة واحدة ، وإنما يتغير بتغير زمنها إن كانت فعلاً، وبنيتها – فعلاً كانت أو اسما ؛ وبتغير موقعها الإعرابى . فالفعل " اطمأن " مثلاً ، فى زمن الماضى ترسم همزته على ألف ، وفى المضارع ترسم على ياء ( نبرة)، فتقول : يطمئن . والفعل " سَأَلَ " إذا كان مبنياً للمعلوم رسمت همزته على ألف، وإذا بنى للمجهول رسمت همزته على ياء (نبرة) ، فتقول : سُئِلَ ، وإذا جئنا بمصدر هذا الفعل ، كُتِبَتْ همزته على واو ، فتقول : سُؤَال . والاسم "ملاءمة" ، تكتب همزته مفردةً (على السطر) إذا استخدم مصدراً، وتكتب على ياء (نبرة) إذا استخدم اسم فاعل، فتقول: مُلاَئِمَة، وهكذا.
2-تعدَّدت المؤلفات التى تناولت موضوع الهمزة بالدراسة ، سواء أكانت هذه المؤلفات مقصورة على دراسة الهمزة وحدها ، مثل كتاب: "قاعدة الأقوى لكل الهمزات"للأستاذ بشير محمد سلمو ، وكتاب : "الهمزة مشكلاتها وعلاجها" للدكتور شوقى النجار ، وكتاب:" تيسير كتابة الهمزة" للدكتور عبد العزيز نبوى والدكتور أحمد طاهر حسنين ، وكتاب:"الهمزة فى اللغة العربية دراسة لغوية" للدكتور مصطفى التونى ، وكتاب :"مشكلة الهمزة العربية" للدكتور رمضان عبد التواب ؛ أم متضمنة الهمزة مع غيرها من موضوعات الإملاء فى اللغة العربية ( الألف اللينة ، وتاء التأنيث ، والفصل والوصل ، … إلخ )؛ مثل:كتاب : المطالع النصرية للمطابع المصرية فى الأصول الخطية" للشيخ نصر الهورينى ، وكتاب : "الإملاء" للشيخ حسين والى ، وكتاب : "دليل الإملاء وقواعد الكتابة العربية" للأستاذ فتحى الخولى ، وكتاب:" الإملاء والترقيم فى الكتابة العربية" للأستاذ عبد العليم إبراهيم ، وكتاب:"قواعد الإملاء" للأستاذ عبد السلام هارون، وكتاب :"دراسة فى قواعد الإملاء"للدكتور عبد الجواد الطيب .
ولكن على الرغم من تعدُّد محاولات التقعيد للهمزة وتيسير كتابتها ، فإن أفضل محاولة هى تلك التي قدمها الدكتور رمضان عبد التواب إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، وقد أقر المجمع المحاولة ( القاعدة)، حيث صدر القرار الثاني في الدورة السادسة والأربعين ، من دورات مجمع اللغة العربية ( 1978 – 1979) ، ونشر فى ملحق محاضر جلسات المجلس والمؤتمر فى الدورة السادسة والأربعين (10) .
3-أن محاولة هذه الدراسة للتيسير قامت على أساس الاستعانة بوسائل بصرية ؛ لأن ما يحصله العقل من معلومات عن طريق السمع والبصر معاً يكون أثبت فى الذهن مما يحصله عن طريق السمع وحده،وأن استحضار ما تَمَّ تحصيله عن طريق البصر يكون أسرع مما تَمَّ تحصيله عن طريق السمع . والوسائل البصرية التى استعانت بها هذه الدراسة تتمثل فى الجداول، واللون ، والمعادلات ؛ فقد قدمت الدراسة ثلاثة جداول،أحدها لتيسير رسم الهمزة في أول الفعل،وجدولان لتيسير الهمزة المتوسطة، أحدهما لتيسير الهمزة المتوسطة الواقعة بعد الحروف الصامتة ،وقد قمت بتلوين مواضع كتابة الهمزة فيه، والثاني لتيسير الهمزة المتوسطة الواقعة بعد الحروف الصائتة (الألف والياء والواو).أما المعادلات،فهي :
1 - ألف فوقها همزة( أ)+ ألف لينة (ا)= ألف فوقها مدة (آ).
2 - ألف فوقها همزة( أ)+ ألف لينة (ا)= همزة على السطر(ء) .
(إن كان ما قبل الهمزة من الحروف لا يوصل بالألف اللينة مثل قرءان،وأصلها قرأان)
3 - ألف فوقها همزة + ألف لينة = همزة على ياء ( نبرة ) .
(إن كان ما قبل الهمزة من الحروف يوصل بالألف اللينة مثل مكافئات، وأصلها مكافأات)
4 - ألف لينة + ألف فوقها همزة = همزة على السطر
(لأن الألف اللينة لا توصل بما بعدها من الحروف مثل تفاءل ، وأصلها تفاأل)
|