حاولت هذه الدراسة أن تعرض لظاهرة التضاد ( دلالة لفظين ، لا لفظ واحد ، على معنيين متضادين) من خلال سياقات لغوية وردت فيها المتضادات ، وتتمثل هذه السياقات في شعر الإمام الشافعي.
وقد أكَّدت الدراسة أن السياق اللغوي هو المُعَوَّل عليه في الحكم على الكلمات - مفردة أو مركبة - بالتضاد ، ولا يمكن -بعيدا عن السياق - القطع بتضاد كلمتين أو أكثر ؛ فالتضاد الحقيقي هو التضاد الذي يوقف عليه من خلال السياق الذي يرد فيه ، وهو ما جعلته عنوانا لهذه الدراسة (التضاد السياقي).
وأثبتت الدراسة أن التضادات السياقية لا تخضع لمعايير في علاقة أحد الضدين بالآخر ، فقد يكون أحد الضدين اسما والآخر فعلا، أو يكون أحدهما اسما والآخر جملة فعلية، أو اسما وجملة اسمية، أو اسما ومركبا موصوليا ، أو اسما ومركبا إضافيا، وقد يكون الضدان اسمين ، ولكنهما يكونان مختلفين وزنا ، أو اشتقاقا، أو تعريفا وتنكيرا ، أو إفرادا وتثنية وجمعا ؛ وقد يكون الضدان فعلين ، غير أنهما مختلفان زمنا، أو تعديا ولزوما ، أوتجردا وزيادة ، أو بناءً للمعلوم وللمجهول ، وقد يكون أحد الضدين مُرَكَّبَا وصفيَّا والآخر مُرَكَّبَا إضافيا. وقد يكون أحد الضدين مذكورا في الكلام والآخر محذوفا ، دلَّ عليه السياق
|