حاولت هذه الدراسة أن تعرض لرأي ابن جني في ظاهرة الإبدال، إبدال الحروف بعضها من بعض ، وذلك من خلال نصٍ من كتابه : "الخصائص" ، عنوانه : (( باب في الحرفين المتقاربين يُسْتَعْمَلُ أحدهما مكان صاحبه )) .
وقد تَبَيَّنَ من خلال الدراسة أن ابن جني لم يكن له رأي واحد في الكلمات التي استشهد بها على ظاهرة الإبدال، وعددها اثنا عشر زوجا من الكلمات ؛ فهناك كلمات قطع فيها ابن جني بأصلية الحرفين ؛ وهناك كلمات قطع فيها ابن جني بإبدال أحد الحرفين من الآخر ، أي : أصلية أحد الحرفين، وفرعية الآخر؛ وهناك كلمات تردد فيها ابن جني بين أصلية الحرفين ، وإبدال أحدهما من الآخر.
وقد أثبتت الدراسة أصلية أحد الحرفين ، وفرعية الآخر في كل الكلمات التي استشهد بها ابن جني، سواء التي قطع فيها ابن جني بأصلية الحرفين ، أو أصلية أحدهما ، وفرعية الآخر، أو التي تردد فيها بين الأصلية والفرعية. وأكدت الدراسة أن كل كلمتين( أو أكثر) تدلان على معنى واحد، وتتفقان في كل الحروف إلا حرفين (حرفا في كل كلمة)، وكان الحرفان متقاربين صفة ، أومخرجا، أو صفة ومخرجا - فإن إحدى الكلمتين أصلٌ والأخرى فرع منها أو متطورة عنها.
|