بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فيسعدني أن أقدم لأبنائنا الأعزاء ، وزملائنا الأجلاء ، من المهتمين بالدراسات اللغوية (علم اللغة) هذه الطبعة (الثانية) من كتابي: "ظاهرة الإعراب في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة" . وقد جاء الكتاب في طبعته الأولى(في هيئة بحث)، مشتملا على مبحثين، أولهما: الإعراب وروايات نشأة النحو، والآخر: الإعراب والدلالة. وقد نشرته بعد ذلك فصلا ضمن فصول كتابي:" تيسير الإعراب في النحو العربي" ، تحت عنوان: "بحث في ظاهرة الإعراب" ، في الطبعتين الثالثة والرابعة، اللتين صدرتا عن مكتبة الآداب بالقاهرة سنة 2010م، وسنة 2014م.
غير أنني لما أعدت النظر في كتابي:" تيسير الإعراب في النحو العربي" رأيته كتابا تعليميا في المقام الأول، يناسب الناشئة من الطلاب؛ أما ما زدته عليه ( كتاب ظاهرة الإعراب المعنون: بحث في ظاهرة الإعراب)، فهو أقرب إلى الشُّدَاة الباحثين منه إلى الطلاب الناشئين؛ ولذلك لا يُعْنَى الناشئ -في الغالب- بقراءة هذا الفصل (بحث في ظاهرة الإعراب) في كتاب:" تيسير الإعراب في النحو العربي"، فلا تتحقق حينئذ الفائدة من نشره ضمن كتاب :" تيسير الإعراب في النحو العربي"؛ ومن جهة أخرى لا يفيد الباحث منه؛ لأنه ربما لا يقتني كتاب :" تيسير الإعراب"؛ لكونه كتابا تعليميا؛ ولذلك وَقَرَ في نفسي أن أعيد نشر كتابي "ظاهرة الإعراب في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة" منفصلا، وأن أعيد نشر كتابي:" تيسير الإعراب في النحو العربي"-في الطبعة الخامسة إن شاء الله تعالى- محذوفا منه الفصل المعنون "بحث في ظاهرة الإعراب"؛ لتتحقق الفائدة من الكتابين.
وقد وقع الكتاب في هذه الطبعة ، في ثلاثة فصول، أولها: الإعراب وروايات نشأة النحو، والثاني: الإعراب والدلالة، والثالث: الإعراب وتعليم النحو في المدارس والجامعات. أما الفصلان الأول والثاني فقد تضمنهما الكتاب(مَبْحَثَيْنِ) في طبعته الأولى، وأما الفصل الثالث فهو مزيد على هذه الطبعة، وهو فصل عرضت فيه للإعراب وتعليم النحو، بوصفه (الإعراب) الأساس الذي تقوم عليه دراسة موضوعات النحو في المدارس والجامعات، فتقسيم موضوعات النحو إلى مرفوعات ومنصوبات ومجرورات ومجزومات – تقسيم يقوم في حقيقته على أساس الإعراب.
وقد لاحظت أن هناك انفصالا بين الإعراب والدلالة السياقية للكلمات والجمل، وبين الإعراب والدلالة الزمنية للأفعال، وغير ذلك من أشكال الانفصال، وما الإعراب في حقيقته إلا محاولة لإظهار وظائف الكلمات في الجملة، من خلال ما تكتسبه هذه الكلمات من دلالات في السياقات التي ترد فيها.
والله أسأل أن يحقق الكتاب في هذه الطبعة الغاية التي تطلعت إليها، فإن يكن فذلك فضل من الله ومِنَّة، وإلا فحسبنا أجر الاجتهاد، والحمد لله ربي ورب العباد.
دكتور/ ناصر علي عبد النبي
|