يتسم عالمنا المعاصر بالعديد من التغيرات المتسارعة والتى لم يشهد لها مثيل من قبل ولعل من أهم مظاهر هذا التغير الانفجار المعرفى والتقدم التكنولوجى فى مجال الاتصالات، والتحولات الديمقراطية والتغير الاجتماعى والسكانى المتسارع وتزايد تهديدات العولمة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعيةوالثقافية، والتربية كنظام اجتماعى ترتبط دائماً بحركة المجتمع وتطوره يؤثر فيها ويتأثر بها. ويتطلب ذلك البحث عن أساليب مواجهة فعالة وصيغ إصلاحية جديدة تجعلها ملائمة للتقدم العلمى واستيعاب التكنولوجية الجديدة.
وفى ظل التغيرات التى تطرأ على المؤسسات التعليمية المختلفة تعرضت المدارس لبعض التحديات التى دعت بالضرورة إلى التأكيد على جودة العملية التعليمية بها وذلك من خلال زيادة التحصيل الأكاديمى للطلاب والتركيز على عملية التحسين المستمر للمدرسة.(1)
ومع زيادة الطلب الاجتماعى على التعليم وعدم كفاية الإمكانات المالية المتاحة وظهور بعض المشكلات التى تمثلت فى ضعف المستوى الأكاديمى للطلاب وعدم ملائمة مخرجات التعليم لاحتياجات ومتطلبات المجتمع، كذلك ظهور صيغ جديدة فى التعليم مثل إتاحة الفرصة لكل راغب فى التعليم، الاهتمام بالمحاسبية، الجودة الشاملة فى التعليم، كفاءة النظم المؤسسية.(2)
وإزاء تلك التحديات اتجهت غالبية الدول نحو إصلاح التعليم بشكل عام وإصلاح المدرسة بشكل خاص حيث تعد المدرسة من أهم مؤسسات المجتمع التى تم إنشاؤها لتقوم بالدور التربوى المنوط بها وفق ما يتطلبه المجتمع، حيث إن المدرسة كانت ولا زالت المؤسسة التربوية التى يتم من خلالها إحداث التغيرات والتطورات المطلوبة فى مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى المجتمع
|